كنز مصرى جديد ..هل يصبح ”الليثيوم ”كلمة السر فى نهضة الاقتصاد؟

يبدو أن مصر تقف على أعتاب مرحلة جديدة من استثمار ثرواتها الطبيعية، بعد أن كشفت الدراسات الحديثة عن توافر كميات واعدة من الليثيوم، ذلك المعدن النادر المعروف عالميًا بإسم "الذهب الأبيض"، والذي يشكل العمود الفقري لصناعة البطاريات الحديثة، والطاقة المتجددة، والتكنولوجيا المتقدمة.
وتشير التقديرات إلى وجود الليثيوم في عدة مناطق استراتيجية داخل مصر، أبرزها بحيرة قارون، وشبه جزيرة سيناء، إضافة إلى مساحات من الصحراء الشرقية والغربية، ما يمنح البلاد فرصة ذهبية للدخول بقوة إلى سوق عالمي يتسابق على هذا المورد الحيوي.
شراكة مصرية – تشيلية
في هذا السياق، أعلنت مصر عن شراكة مع دولة تشيلي، أحد أكبر منتجي الليثيوم في العالم، بهدف استخراج المعدن وتوطين صناعته محليًا.
وتفتح هذه الشراكة الباب أمام نقل الخبرات العالمية إلى السوق المصري، بما يسهم في تسريع عمليات الإنتاج، وإقامة صناعة متكاملة تمتد من الاستخراج إلى التصنيع.
وضمن خطة استراتيجية أوسع، تستهدف الدولة توطين صناعة البطاريات الكهربائية من خلال، تدشين مصنع كلورايد إيجيبت لإنتاج البطاريات، إنشاء مصنع "شيفت أي في" المتخصص في تطوير تقنيات الطاقة، وإقامة مصانع للتصدير، تستهدف الأسواق الإقليمية والعالمية.
لا تقتصر أهمية الليثيوم على كونه أساسًا في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية، بل يمتد إلى مجالات أخرى حيوية، مثل هياكل الطائرات، والصناعات النووية، ما يجعله عنصرًا استراتيجيًا ترتبط به صناعة المستقبل.
تأتي هذه التحركات في وقت يتصدر فيه الإنتاج العالمي أستراليا بنحو 86 ألف طن سنويًا، تليها تشيلي بـ44 ألف طن، ثم الصين بـ33 ألف طن، بحسب بيانات وزارة البترول والثروة المعدنية ووكالة "USGS".
وإذا تمكنت مصر من استثمار احتياطاتها المكتشفة بكفاءة، فإنها قد تصبح لاعبًا مؤثرًا في سوق يزداد الطلب عليه مع التوسع في استخدام الطاقة النظيفة، والتحول العالمي نحو السيارات الكهربائية.
