الملف النووى الإيراني يدخل مرحلة حاسمة بعد قرار ” سناب باك”

دخل الملف النووي الإيراني مرحلة مفصلية بعد قرار مجلس الأمن الدولي الأخير الذي يتيح إعادة فرض العقوبات على طهران عبر آلية “سناب باك” في سبتمبر 2025.
القرار يضع إيران أمام خيارات صعبة بين التفاوض لتخفيف الضغوط أو التصعيد نحو مستويات أعلى من التخصيب والمواجهة المفتوحة، ووفق المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، فإن مخرجات المرحلة المقبلة ستحدد ملامح الأمن الإقليمي والدولي.
تعتمد العقيدة الدفاعية الإيرانية منذ 1979 على تصنيف الأعداء إلى ثلاث فئات: الولايات المتحدة وإسرائيل كعدو مطلق، حلفاء واشنطن كخصوم داعمين، والمعارضة الداخلية كتهديد داخلي.
وقد أسست طهران الحرس الثوري وفيلق القدس لتطبيق هذه العقيدة، مع اعتماد تكتيكات دفاعية متغيرة، تشمل الرد غير المباشر عبر الصواريخ والطائرات المسيرة والهجمات السيبرانية، ودعم الوكلاء في لبنان والعراق واليمن.
ويشهد الداخل الإيراني انقسامات حادة حول الموقف من المفاوضات؛ حيث يرى الرئيس مسعود بزشكيان وحسن روحاني أن الحوار وسيلة لتجنب المواجهة، بينما يعتبر المحافظون ذلك ضعفًا، وهذا الانقسام يعكس صعوبة حسم الموقف الإيراني، مع احتمالية استمرار التصعيد تدريجيًا، والاعتماد على التخصيب العالي والعقوبات، ما يزيد تعقيد المشهد الإقليمي.
تتراوح السيناريوهات المحتملة بين تسوية معدلة بشروط متبادلة، تصعيد تدريجي يرفع كلفة المواجهة دون حرب شاملة، مواجهة مفتوحة قد تؤدي لصراع طويل، أو استمرار الوضع الراهن عبر المماطلة.
ويشير المركز الأوروبي إلى أن السيناريو الأكثر ترجيحًا هو التصعيد المتدرج، مع إبقاء خطوط تفاوض مفتوحة، في ظل سعي إيران للحفاظ على قدراتها النووية دون الانزلاق إلى عزلة كاملة، مما يجعل المرحلة المقبلة محفوفة بمخاطر استراتيجية وأمنية كبيرة على المنطقة والعالم.
