الموجز اليوم
الموجز اليوم

تحذيرات إسرائيلية من دور قطر في إعادة إعمار غزة.."أموال الإخوان" تحت المجهر

قطاع غزة
مي عبد المجيد -

تقرير عبري، الجيش الإسرائيلي يبدي قلقه من هيمنة قطر على جهود إعادة الإعمار في غزة ويصف تمويلها بـ"أموال الإخوان"

قطر في قلب ملف إعادة الإعمار.. وتحذيرات إسرائيلية

أفادت وسائل إعلام عبرية بأن دولة قطر تستعد لتولي الدور الأكبر في جهود إعادة إعمار قطاع غزة، وهو ما أثار تحذيرات من جانب الجيش الإسرائيلي، الذي وصف هذا التمويل بأنه "أموال الإخوان".

وبحسب ما نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، فإن التقديرات داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية في تل أبيب تشير إلى أن الدوحة ستكون الطرف المهيمن على العمليات التمويلية في غزة خلال المرحلة المقبلة، في إطار الجهود الدولية لإعادة إعمار القطاع بعد الحرب الأخيرة.

الجيش الإسرائيلي يحذر: قطر ليست وسيطًا محايدًا

الجيش الإسرائيلي عبّر، حسب الصحيفة، عن "قلقه البالغ" من السماح لقطر بلعب هذا الدور المحوري، معتبرًا أنها ليست طرفًا محايدًا في المشهد الفلسطيني، بل داعم تاريخي لحركة حماس، والتي تُعد الفرع الفلسطيني لجماعة الإخوان المسلمين.

واعتبرت الصحيفة أن التمويل القطري لعملية الإعمار بمثابة امتداد للدعم السياسي والمالي الذي تقدمه الدوحة للحركة، مما يهدد – بحسب التحذيرات الإسرائيلية – بعودة "حماس أقوى مما كانت عليه"، تحت غطاء إنساني وإعماري.

خطة أمريكية موازية لإدارة مرحلة ما بعد الحرب

في سياق متصل، كشفت الصحيفة العبرية أن الولايات المتحدة تسعى إلى فرض واقع جديد على الأرض في غزة، يتمثل في إنشاء "مركز تنسيق دولي" لإدارة عملية إعادة الإعمار، يتضمن أطرافًا عربية وأمريكية، بما يضمن تقليل هيمنة أي طرف منفرد، لا سيما قطر، على الملف.

وتشير المصادر إلى أن واشنطن تدفع باتجاه تشكيل هيئة إدارة ميدانية للقطاع تضم شركاء عربًا "معتدلين"، وتشرف على توزيع الموارد وتحديد أولويات إعادة الإعمار.

نموذج حكم بديل لحماس.. ومنع النفوذ القطري

خلال العام الماضي، وضعت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تصورًا لما سمّته "الحكم البديل في غزة"، يقوم على تشكيل هيئة عربية أميركية مشتركة، تعتمد على قيادة فلسطينية محلية لا تنتمي إلى حركة حماس.

ووفقًا للصحيفة، فإن هذه الخطة تهدف إلى إزاحة جماعة الإخوان المسلمين عن المشهد، وبالتالي تقليص النفوذ القطري باعتبار الدوحة "الراعي الرسمي" للجماعة في المنطقة.

وأشارت التقارير إلى أن إسرائيل ترى أن تمكين قطر من إدارة ملف الإعمار سيسهم في تعزيز نفوذ الإخوان المسلمين، وهو ما يتعارض تمامًا مع التوجهات الإسرائيلية والأمريكية التي تسعى لتأسيس بيئة سياسية جديدة في غزة لا ترتكز على الحركات الإسلامية المسلحة.

الدعم القطري لغزة.. بين الأهداف الإنسانية والاتهامات السياسية

لطالما لعبت قطر دورًا بارزًا في تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، بما في ذلك دعم الكهرباء، الرواتب، والمشاريع الإغاثية. غير أن هذا الدور ظل محل جدل، لا سيما من الجانب الإسرائيلي الذي يرى أن هذه الأموال تذهب – بشكل مباشر أو غير مباشر – إلى دعم حماس وتعزيز قدراتها.

في المقابل، تؤكد قطر أن مساعداتها موجهة بالكامل إلى الشعب الفلسطيني، وتهدف إلى تخفيف المعاناة الإنسانية في القطاع، بعيدًا عن أي أجندات سياسية أو عسكرية.

المشهد معقد.. والتحركات الدولية متسارعة

الجدير بالذكر أن ملف إعادة إعمار غزة بات ميدانًا لصراع النفوذ الإقليمي والدولي، بين دول تسعى لإحداث توازن في القطاع، وأخرى ترغب في ضمان عدم عودة الحركات المسلحة إلى الواجهة.

ويبدو أن الأيام المقبلة ستشهد تكثيفًا في المشاورات الدولية حول الجهة التي ستتولى المسؤولية الفعلية عن إعادة إعمار القطاع، وسط ضغوط متبادلة بين تل أبيب وواشنطن من جهة، والدوحة والداعمين للقضية الفلسطينية من جهة أخرى.