الموجز اليوم
الموجز اليوم

اليونسكو تُدرج «الكشري المصري» على قائمة التراث الثقافي غير المادي

-

في خطوة تاريخية تعكس مكانة المطبخ المصري على الساحة العالمية، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» إدراج طبق الكشري المصري على قائمة التراث الثقافي غير المادي، باعتباره أحد أبرز رموز الهوية الغذائية والتراث الشعبي في مصر.

ويأتي هذا الإنجاز تتويجًا لجهود الدولة المصرية ممثلة في وزارة الثقافة، وبمشاركة فاعلة من عدد من الممارسين وأهل المهنة، وفي مقدمتهم مطاعم كشري أبو طارق، التي شاركت بشكل رسمي في إعداد ملف تسجيل الكشري باسم مصر لدى منظمة اليونسكو.

وتوجه الحاج يوسف ذكري (الشهير بأبو طارق)، وأبناؤه، وكافة فريق عمل مطاعم كشري أبو طارق، بخالص الشكر وعظيم التقدير إلى الدولة المصرية ووزارة الثقافة، مؤكدين أن اختيار «كشري أبو طارق» للمساهمة في الملف يعكس ثقة المؤسسات الرسمية في الدور التاريخي الذي لعبه هذا الاسم في الحفاظ على أصالة الطبق وجودته عبر عقود طويلة.

وأكد البيان أن التعاون المباشر مع فريق إعداد الملف جاء إيمانًا بأن مشاركة الممارسين وأهل المهنة تمثل معيارًا جوهريًا لنجاح عملية التسجيل والاعتراف الدولي، حيث تم تقديم كافة المستندات والشهادات التي توثق تاريخ الكشري وأصالته، باعتباره أكثر من مجرد وجبة شعبية، بل تراثًا غذائيًا متجذرًا في الوجدان المصري.

وشمل الملف إتاحة التصوير داخل الفرع الرئيسي لمطعم كشري أبو طارق، وعربة الكشري، إضافة إلى التفاعل مع عملاء من المصريين ومختلف الجنسيات، بهدف إبراز البعد المجتمعي والإنساني للكشري، ودوره في تعزيز سياحة المأكولات كوجهة ثقافية جاذبة للسائحين من مختلف دول العالم. كما ساهم فريق العمل في إعداد الفيلم المصاحب للملف، لتوثيق مكانة الكشري كرمز للوحدة والبساطة المصرية.

ويُعد إدراج الكشري على قائمة التراث الثقافي غير المادي اعترافًا دوليًا بأحد أكثر الأطباق المصرية انتشارًا، حيث يتكون من مزيج بسيط وغني من الأرز والمعكرونة والعدس والبصل المقلي، مغطى بالصلصة الحارة، ليجسد روح الشارع المصري وتنوع طبقاته الاجتماعية.

وفي هذا السياق، قال عماد ياسين، أحد رواد مطعم كشري أبو طارق، خلال وقت الذروة:
«نشأنا على تناول الكشري في أكياس بلاستيكية، إنه تراث تربينا عليه قبل أن يكون مجرد طعام».

واعتبر القائمون على «كشري أبو طارق» أن هذا الاعتراف الدولي يمثل تتويجًا لمسيرة تمتد لأكثر من تسعين عامًا من العمل الدؤوب على صون جودة وأصالة هذه الوجبة العريقة، مؤكدين أن الكشري ليس منتجًا تجاريًا فحسب، بل جزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية المصرية، ووسيلة فعالة لتسويق الثقافة المصرية عالميًا عبر المذاق الأصيل.

واختُتم البيان بالتأكيد على الامتنان لكل من ساهم في إنجاح الملف، مع الدعاء بمزيد من التوفيق لمصر، واستمرار الحفاظ على تراثها الثقافي والغذائي للأجيال القادمة.