حمدية عبد الغنى تكتب: هل يدار التليفزيون المصري بالعلاقات الشخصية؟

في خطوة فجرت موجة من الجدل داخل الأوساط الإعلامية ، أعلن عن عودة الإعلامى محمود سعد إلى شاشة التلفزيون المصرى ، بالإضافة إلى تقديم الكاتب عمر طاهر لبرنامج جديد .
ورغم محاولات الترويج لهذه العودة باعتبارها "إحياء لقيمة تليفزيونية"، إلا أن المشهد يكشف عن أزمة أكبر:هل أصبحت مؤسسة الإعلام الرسمية تدار وفق شبكة علاقات شخصية؟
أين الكفاءات؟ ولماذا نفس الأسماء؟
السؤال الذي لا يطرح بصراحة في الإعلام الرسمى:ما الأسس التي يعتمد عليها أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، في إختيار الوجوه الإعلامية؟
هل هي الكفاءة؟ أم القرب العائلى والعلاقات الشخصية؟
في وقت تتبنى فيه الدولة خطابا واضحا يدعو إلى تمكين الشباب وتجديد الدماء الإعلامية، يفاجأ الرأي العام بإعادة تدوير أسماء ارتبطت بمواقف سياسية ملتبسة، دون أي شفافية في معايير الإختيار.
لا يمكن الحديث عن محمود سعد دون التوقف عند فيديو شهير لمداخلة هاتفية للكاتب الراحل وحيد حامد، وصف فيه سعد بأنه على صلة وثيقة بجماعة الإخوان المسلمين، وأعلن صراحة تأييده لمحمد مرسي في انتخابات الرئاسة عام 2012.
فهل من الطبيعى اليوم أن يعاد تقديمه على شاشة رسمية دون حتى مراجعة هذه المرحلة؟ أم أن الذاكرة الإعلامية قصيرة إلى هذا الحد؟
والأهم من ذلك أن محمود سعد لم يعد يحظى بقبول لدى شريحة واسعة من الجمهور.
أسلوبه التقليدى لم يعد مناسبا لزمن الإعلام السريع، وحضوره باهتا ومملا ،وغير قادر على جذب المشاهدين أو خلق أى تفاعل جماهيرى.
فهل هذه هى الصورة التى نرغب في تصديرها من خلال الإعلام الرسمى؟
من المثير أن نعلم أن الكاتب عمر طاهر، الذي يعاد تصديره مرة أخرى عبر التليفزيون المصرى، هو على صلة قرابة مباشرة بالإعلامى محمود سعد، حيث أن الأخير خال زوجة عمر طاهر .
وهنا يصبح السؤال أكثر حدة:
هل أصبحت شاشة التليفزيون الرسمى تدار بـ"أهل الثقة" لا "أهل الكفاءة"؟
خصوصا أن تجربة عمر طاهر السابقة في تقديم البرامج لم تحقق أي صدى حقيقى أو نجاح يذكر.
في الوقت الذي تعاد فيه وجوه قديمة أو يتم تقديم مقربين شخصيا، يتم تجاهل أسماء إعلامية محبوبة وتحظى بإحترام الشارع المصرى والعربي، مثل:
أسامة الدليل: أحد أبرز المحللين الاستراتيجيين في العالم العربى.
هند الضاوي: صحفية ذات حضور قوي ومصداقية مهنية عالية.
أين هذه الأسماء من مشاريع التليفزيون المصرى؟ ولماذا تستبعد لصالح أسماء جرى استهلاكها أو تفتقد للحياد السياسى والمحتوى الحقيقى؟
الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه أكثر من مرة بضرورة دعم العناصر الشابة في الإعلام، وتطوير الخطاب الإعلامى ليواكب وعي الجمهور.
لكن السؤال اليوم:هل قرارات أحمد المسلماني تمضى في هذا الإتجاه أم تعاكسه تماما؟
العودة إلى الأسماء القديمة ذات العلاقات الشخصية والارتباطات السياسية المثيرة للجدل، هي رسالة سلبية للجمهور، وتفقد الإعلام الرسمى مصداقيته.
المطلوب الآن ليس تجميل الصورة، بل تصحيح المسار.
والمطلوب من رئيس الهيئة الوطنية للإعلام أن يشرح بوضوح:على أي أساس تدار شاشة الدولة؟ ولماذا تقصى الكفاءات ويستبدل بها الأقارب؟
