الموجز اليوم
الموجز اليوم

متحدثا عن إصدار كتاب ماسبيرو..

المخرج حسن عيسى ..إختيار كتاب” الإسلام بلا أحزاب ” رسالة فى مواجهة زمن الفتاوي السريعة والسوشيال ميديا

-

كتاب في كل يد… ليس شعارًا عابرًا، بل استمرار لحلمٍ تنويري نابض في وجدان ماسبيرو منذ ميلاده، ذلك الصرح الإعلامي الوطني الذي جعل من الكلمة جناحًا يطير جنبًا إلى جنب مع الصوت والصورة، ليصنع نافذة مفتوحة على المعرفة والفكر ويضيء الطريق أمام كل من يبحث عن نور الثقافة.. حين جلس طه حسين أمام الكاميرا ليحكي عن مستقبل الثقافة، بدا أن الشاشة وُلدت لتكون جامعة لكل المصريين: الفلاح، الطالب، العامل والمثقف على حد سواء، ونقلهم جميعًا إلى فضاء واحد يقرأون فيه ويعقلون ويعيّشون الثقافة. ولم يكن العقاد بعيدًا؛ جلس أمام عدسات التلفزيون المصري ليؤكد أن الفكر الحقيقي مكانه بين الناس، في قلب حياتهم اليومية، يُقرأ ويُناقش ويُعيَّش، لا أن يُحجز في أبراج عالية بعيدًا عن وجدان المجتمع.

واليوم، يواصل ماسبيرو هذا الدور برؤية جديدة، يقودها الأستاذ أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، الذي جعل من الثقافة قلب مشروعه للإصلاح الإعلامي، ومشروع لم يولد بروح فردية، بل بروح جماعية حملها الكاتب خالد حنفي، رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتلفزيون، مع أسرة تحريرها. لم يكن إختيار كتاب "الإسلام بلا أحزاب" للكاتب الكبير رجاء النقاش أول إصدار في سلسلة «كتاب ماسبيرو» مجرد صدفة، بل رسالة واضحة في مواجهة زمن الفتاوى السريعة، والسوشيال ميديا، و”شيوخ الفضائيات”، كتاب يفتح العقل ويعيد الاعتبار للفكر الرصين، ويوفر للقارئ مساحة للحوار الهادئ بعيدًا عن الانفعال والشعارات والتطرف الديني.

وفي مجتمع صار فيه الكتاب لمن استطاع بعد الارتفاع الرهيب في أسعاره، يأتي دور «كتاب ماسبيرو» ليعيد المكتبة إلى متناول الجميع ويعيد إلى البيوت روح الثقافة والمعرفة التي سكنت كل منزل يومًا ما، كجسر يربط بين الماضي والحاضر، وبين القارئ والشاشة والكلمة المطبوعة، ليؤكد أن الثقافة ليست ترفًا بل حق لكل إنسان، وأن التنوير ضرورة لا تسقط بالتقادم. إنها عودة تحمل معنى أعمق: الماضي يمد يده إلى الحاضر، ليقول إن الكلمة لا تزال قادرة على أن تهزم الظلام، وأن الثقافة، مهما تغيرت الأجيال، ستظل حاضرة لتضيء الطريق.