حمدية عبد الغنى تكتب: ”المتحف المصري الكبير ” أيقونة الحضارة وتحدى الأحقاد!

مع اقتراب إفتتاح المتحف المصرى الكبير تعيش مصر لحظة استثنائية تتجاوز كل الأزمات والتحديات اليومية التي يواجهها المواطن المصرى.. فبرغم المعاناة وضغوط المعيشة، إلا أن مشاعر الفخر والإنتماء تغمر المصريين جميعا، إذ يدركون أنهم أحفاد الفراعنة، أصحاب أول وأعظم حضارة عرفها التاريخ، حضارة لا تزال تبهر العالم حتى اليوم.
فكلما أضاءت مصر شمعة جديدة في طريق نهضتها، اشتعلت في قلوب أبنائها شعلة الأمل، وترددت في وجدانهم كلمات المجد التى صنعها الأجداد، من الأهرامات إلى المعابد إلى هذا الصرح الجديد الذي ينهض الآن على مقربة من الأهرامات، ليحكي قصة الإنسان المصرى عبر آلاف السنين.
لكن يبدو أن كل خطوة مصرية نحو التقدم تثير في المقابل أحقادا دفينة، سواء من أعداء الداخل الذين لا يرون في الحضارة إلا ما يهدد فكرهم الظلامى، أو من أعداء الخارج الذين لا يطيقون أن يروا مصر فى مقدمة الأمم، فتتجدد محاولاتهم لتشويه إنجازاتها أو سرقة تاريخها وصناعة تاريخ زائف لأنفسهم.
غير أن مصر التي صمدت آلاف السنين لا تعبأ بتلك الأصوات النشاز، فهي تمضي في طريقها واثقة بأن الحضارة لا تشترى ولا تزور، بل تبنى بسواعد مخلصة وإرادة لا تنكسر.
إن المتحف المصرى الكبير ليس مجرد مبنى أثرى، بل رسالة متجددة للعالم بأن مصر ما زالت وستظل منارة الحضارة، ومهد التاريخ، وصاحبة الريادة الثقافية التي لا تغيب.
وهو أيضا رد عملى على دعاة الكراهية، بأن هذا الشعب رغم كل الصعاب يملك من القوة ،والعزيمة ما يجعله قادرا على تحويل كل تحدى إلى إنجاز، وكل أزمة إلى قصة نجاح جديدة تروى للأجيال القادمة.
هكذا تفتح مصر صفحات جديدة من مجدها القديم، لتؤكد أن الحضارة لا تموت، وأن من بنى الأهرام لا يهزم أبدا.

