الموجز اليوم
الموجز اليوم

نبوية موسى..رائدة تعليم الفتيات وأيقونة النضال النسوى فى مصر

كتبت: شيرين الشافعي -

تُعد نبوية موسى واحدة من أبرز الرموز النسائية في تاريخ مصر الحديث، إذ شكّلت مسيرتها نموذجًا ملهمًا للمرأة المصرية التي آمنت بأن التعليم هو الطريق الأصيل للتحرر والتقدم.

فقد كانت أول فتاة مصرية تحصل على شهادة البكالوريا، وأول ناظرة وأول مفتشة مصرية في وزارة المعارف، لتفتح بذلك آفاقًا جديدة أمام أجيال متعاقبة من الفتيات.

وفي هذا الإطار، تناول برنامج «هذا الصباح» المذاع على قناة النيل للأخبار تقريرًا خاصًا في ذكرى ميلادها، أعدّته سمر صلاح، وقرأت تعليقه شيرين الشافعي، مسلطًا الضوء على مسيرتها التعليمية والوطنية ودورها الريادي في دعم قضايا المرأة.

وُلدت نبوية موسى محمد بدوي عام 1886 بمحافظة الشرقية، ونشأت في أسرة بسيطة بعد وفاة والدها قبل ميلادها. ومنذ صغرها، برز شغفها بالعلم، فواجهت قيودًا اجتماعية صارمة كانت تحول دون تعليم الفتيات، لكنها بإرادتها القوية وإصرارها نجحت في الحصول على شهادة البكالوريا بجهد فردي، لتسجل اسمها كأول مصرية تحقق هذا الإنجاز.

بدأت نبوية موسى حياتها العملية معلمة، ثم تدرجت في المناصب حتى أصبحت ناظرة للمدارس، وامتد عطاؤها ليشمل إصلاحات تربوية رائدة ركزت على دمج التعليم العلمي والمهني للفتيات، بما يؤهلهن للمشاركة الفاعلة في المجتمع. كما ألّفت عددًا من الكتب المدرسية، وكتبت مقالات متعددة في الصحف المصرية، تناولت فيها قضايا التعليم وحقوق المرأة والتنوير المجتمعي.
ولم يقتصر دور نبوية موسى على المجال التعليمي فحسب، بل كانت مناضلة وطنية شاركت في الحركة الوطنية، وأسهمت في ثورة 1919 إلى جانب رائدات الحركة النسائية مثل هدى شعراوي وسيزا نبراوي. كما أسست مدارس للفتيات، وسعت إلى ترسيخ مبادئ العدالة والمساواة، والدفاع عن حق المرأة في التعليم والعمل.

وكان لها أيضًا دور بارز في رعاية العالمة المصرية الدكتورة سميرة موسى، إيمانًا منها بأهمية دعم العقول النسائية الواعدة، ما يعكس رؤيتها العميقة لأثر التعليم في صناعة المستقبل.

وبرحيل نبوية موسى عام 1951، فقد المجتمع المصري واحدة من أهم رموزه النسائية الرائدة، إلا أن إرثها الفكري والإنساني ظل حاضرًا في منظومة التعليم، وفي الوعي الجمعي بقيمة المرأة ودورها في النهضة. فقد أثبتت نبوية موسى أن التعليم هو حجر الأساس لبناء المجتمعات، وأن الدفاع عن حقوق المرأة هو جزء لا يتجزأ من مسيرة التقدم.