الموجز اليوم
الموجز اليوم

حمدية عبد الغنى تكتب: مع عام جديد..نجدد الأمل رغم ثقل الأعباء

-

مع قدوم عام جديد تتجدد التهاني وتتكرر الأمنيات، ونبعث لأنفسنا ولمن حولنا برسائل تفاؤل لعلها تكون صادقة هذه المرة، لا مجرد كلمات تقال مع تبدل التقويم.

نودع عاما مضى، ونستقبل آخر مقبل، وبين الوداع والإستقبال نقف لحظة تأمل: ماذا تغير؟ وماذا لم يتغير؟.

قد تمر الأعوام، وتظل الأعباء ذاتها، والأزمات الطاحنة تلقي بظلالها على تفاصيل الحياة اليومية.. ضغوط إقتصادية، وهموم معيشية، وأحلام مؤجلة تنتظر فرصة عادلة للتحقق، ومع ذلك يبقى الأمل هو الخيط الرفيع الذي يتمسك به الإنسان ليستمر، فالحياة بلا أمل تفقد معناها، وتتحول الأيام إلى مجرد أرقام متشابهة.

الأمل ليس رفاهية، بل ضرورة إنسانية.. هو الوقود الذي يدفعنا للإستيقاظ كل صباح، رغم التعب، ورغم الإحباط.. هو الإيمان بأن الغد قد يحمل ما لم يحمله الأمس، وأن ما تعثر بالأمس قد ينهض اليوم ،ولعل أكثر ما يحتاجه الإنسان في هذه اللحظة هو أن يشعر بأن تعبه لن يضيع هباء.

لنتخيل ولو للحظة أن العام الجديد جاء مختلفا! حيث يمكن أن تتحقق فيه بعض أحلامنا المؤجلة، وأن تنتعش الحالة الإقتصادية للوطن، فتنعكس إيجابا على حياة المواطن البسيط.. أن تعود الإبتسامة إلى الوجوه التي أنهكها القلق، وأن يشعر الإنسان بالأمان في معيشته، وبالعدل في حياته، وبالكرامة في يومه.

ليس الحلم جريمة، ولا التفاؤل ضعفا، بل على العكس فالأمم لا تنهض إلا بالأحلام، ولا تتجاوز الأزمات إلا بإرادة تؤمن بأن الغد أفضل.. ربما لا تتغير الأحوال دفعة واحدة، وربما لا تتحقق كل الأمنيات، لكن مجرد الإيمان بإمكانية التغيير يمنحنا قوة الإستمرار.

مع عام جديد.. نتمسك بالأمل، ونجدد العهد مع أنفسنا ألا نستسلم لليأس، وأن نبحث عن النور مهما طال الليل، فربما يكون هذا العام هو البداية التى ننتظرها، أو على الأقل خطوة في طريق أطول نحو واقع أكثر عدلا ورحمة وإنسانية.

كل عام ونحن قادرون على الحلم… وقادرون على الأمل.