الصحة العالمية: مصر رائدة في الترصد الوبائي ومتابعة الفيروسات الموسمية بدقة عالية
أكد الدكتور نعمة سعيد عابد، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، أن الوضع الوبائي للفيروسات التنفسية في البلاد لا يختلف عن الاتجاهات المسجّلة في باقي دول إقليم شرق المتوسط أو على المستوى العالمي. وأضاف أن عشرة دول من الإقليم شهدت ارتفاعًا طبيعيًا في معدلات الإصابات التنفسية خلال الأسابيع الأخيرة، وهو أمر متوقع في هذا الموسم من العام وفق أحدث البيانات الدولية.
وأوضح عابد أن هذه الزيادة الموسمية لا تشير إلى أي أزمة صحية جديدة، بل تعكس طبيعة انتشار الفيروسات خلال فصل الشتاء، مشددًا على أن مصر تتابع الوضع عن كثب لضمان الاستجابة السريعة لأي تغيرات في معدلات الإصابة.
مصر تمتلك نظام ترصد وبائي قوي
خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته وزارة الصحة والسكان بحضور الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة، أوضح عابد أن مصر تمتلك واحدًا من أقوى أنظمة الترصد الوبائي في المنطقة، مدعومًا بمختبرات متقدمة قادرة على تصنيف الفيروسات وتحليلها جينيًا بدقة عالية. وأكد أن هذا النظام يتيح اكتشاف أي متغير جديد للفيروسات في وقت مبكر، ما يعزز قدرة الدولة على اتخاذ التدابير الوقائية المناسبة.
تكريم القطاع الصحي ومراقبة الأمراض
وأشار ممثل منظمة الصحة العالمية إلى تكريم قطاع الطب الوقائي مؤخرًا من الجامعة العربية تقديرًا لبرامجه المتميزة في مراقبة الأمراض والسيطرة عليها. وبيّن أن التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأمراض (CDC) تشير إلى أن موسم الشتاء يشهد ارتفاعًا موسميًا طبيعيًا في فيروسات H1N1، H3، Flu B، وهو ما يتوافق مع الزيادة المرصودة في مصر وعدة دول من الإقليم.
أهمية التطعيم الموسمي
وأكدت الدراسات الطبية الدولية الصادرة لعام 2024-2025 أن انخفاض معدلات التطعيم الموسمي يزيد من انتشار الإنفلونزا بنسبة قد تصل إلى 40%، كما يؤدي إلى ارتفاع معدلات دخول المستشفيات بين الفئات الأكثر عرضة. وشدد عابد على أن حملات التطعيم الموسمي تظل أداة فعالة لحماية المواطنين، لا سيما كبار السن والأطفال والمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، إلى جانب مراقبة الوضع الوبائي المستمر لضمان الاستجابة السريعة لأي تفشيات محتملة.
وبهذه الإجراءات المتكاملة، تواصل مصر تعزيز مكانتها كدولة رائدة في المنطقة في مجال الترصد الوبائي وإدارة الأمراض التنفسية الموسمية، ما يضمن حماية المجتمع ويعزز قدرة النظام الصحي على التعامل مع أي تحديات مستقبلية.













