الموجز اليوم
الموجز اليوم
الدكتور محمد عبد الله: الموسيقى علم والنقد لايمارس دون دراسة وتأهيل ريهام فايق..تتألق فى ”سكر ولينج” على مسرح الريحانى ”بحكيلك عن الأيام ” تعاون فنى جديد يجمع بين رامى صبرى وحسام حبيب رئيس البريد المصري تستقبل المدير التنفيذي لبريد كوتديفوار نصف مليون جنيها تعويض لأسرة العندليب عبد الحليم حافظ بسبب ” دقوا الشماسى” البنك التجارى الدولى CIB يجدد بنجاح شهادة ISO 22301: 2019 لنظام إدارة استمرارية الأعمال المتحدث العسكري: توقيع عقود تعاون بين الكلية الفنية العسكرية وشركتى الشرق الأوسط لخدمات تكنولوجيا المعلومات وإى فاينانس للخدمات المالية جميلة عوض..تنضم لأبطال فيلم ” حين يكتب الحب” بيومى فؤاد..ضيف سابع حلقات برنامج ”فضفضت أوى ” على Watch it غدا أحمد خالد صالح..عن مشاركته فى ”فلاش باك” : الحكاية صادمة مصطفى كامل..يعلن دعمه الكامل ل”شيرين” ويكشف عن تكريمها قريبا فى نقابة الموسيقيين لقاء سويدان..تكشف مفاجآت فى حلقة مؤثرة مع أهالي ضحايا حادث المنوفية

الفيلم الفلسطيني ” لا أرض أخرى ”..شهادة سينمائية تصرخ بالحق فى وجه الظلم

في ليلةٍ من ليالي الفن التي يُفترض أن تكون احتفالًا بالجمال، صعدت فلسطين إلى خشبة الأوسكار ليس بألوان الفساتين ولا ببريق المجوهرات، بل بصوت الأرض، بنداء البيوت المهدّمة، وبعيون من هُجِّروا وبقوا هناك، في الذاكرة، في التراب، في صمت الحجر حين ينادي صاحبه.

“لا أرض أخرى”، الفيلم الذي خرج من وجع مسافر، لم يكن مجرد عمل وثائقي، بل كان مرآةً لوجع وطن، صدىً لخُطى المُهَجَّرين، وصرخةً في وجه من يقتلع الجذور ويظن أن الشجرة ستنسى تربتها.
الفيلم الذي صنعه المخرج الفلسطيني باسل عدرا والصحفي الإسرائيلي يوفال أبراهام، حمل إلى العالم حقيقةً ربما تُخفى خلف عناوين الأخبار: هناك شعبٌ يُنتَزع من أرضه، يُجَرَّد من سمائه، لكنه باقٍ.

عندما نُطق اسم الفيلم على مسرح دولبي، لم يكن الفوز مجرد لحظة انتصار سينمائي، بل كان حضورًا فلسطينيًا يتحدى الإقصاء، يفرض نفسه في أكثر ساحات العالم بريقًا، ليقول: ها نحن هنا، لا نُمحى، لا نُنسى، لا نغيب.

على المسرح، وقف عدرا، ليس فقط ليشكر، بل ليشهد، ليُذكّر، ليمنح صوتًا لمن صودر صوتهم، وليقول أمام العالم أن هناك أرضًا واحدة، وأن تهجير القلوب أصعب من تهجير الجدران.

“هذا الفيلم ليس فقط عن فلسطين، بل عن الإنسانية التي تُختبر في كل حجر يُهدم، في كل شجرة تُقتلع، في كل أمّ تراقب بيتها يتحوّل إلى غبار.”

كلماته لم تكن مجرد خطاب، بل كانت دمعةً في عين طفل يحمل مفتاحًا صدئًا، وكانت نظرة عجوز تحفظ خريطة القرى التي محتها الجرافات، وكانت نداءَ الأرض لمن يسمع.

أما أبراهام، فقد أضاف بصوت يرتجف: “صنعنا هذا الفيلم معًا، فلسطينيين وإسرائيليين، لأن أصواتنا معًا أقوى، لأن العدل لا يعرف لونًا واحدًا، ولا وجهةً واحدة. رأينا بأعيننا الخراب، وعرفنا أن الصمت خيانة.”

لكن في قاعة الأوسكار، حيث يعلو التصفيق، كان هناك إدراكٌ آخر: هذا الفيلم ليس فقط عن ماضٍ يُوثَّق، بل عن حاضرٍ لا يزال يُكتب، عن بيوت تُهدم الآن، عن مدن تنادي أهلها ولا يسمعها أحد.

في عالمٍ تُمسح فيه الحقائق بضغطات الأزرار، جاء “لا أرض أخرى” ليكون شاهدًا لا يمكن حذفه، شهادةً سينمائيةً تنزف بالحقيقة، وتعلن أن الأرض تعرف أصحابها، حتى لو زيفوا الخرائط.

وإن كان للفن أن يكون سلاحًا، فقد حمل هذا الفيلم كلمةً تُقاوم، وذاكرةً تُحفظ، وأملًا يُولد في عيون من يرفضون أن يكونوا مجرد أرقام في نشرات الأخبار.