حوار خاص مع النائب د. أحمد علي إبراهيم: إنجازات وخدمات غير مسبوقة في دائرة المرج

في قلب المرج، تلك الدائرة التي طالما عانت من التكدس السكاني ونقص الخدمات الأساسية، يبرز اسم النائب الدكتور أحمد علي إبراهيم، أمين التدريب والتثقيف بحزب مستقبل وطن، عن دائرة أمانة قسم المرج، كأحد أبرز الوجوه البرلمانية التي كرست جهدها لتحويل المعاناة إلى إنجازات.
سنوات قليلة كانت كافية ليصنع بصمة واضحة في ملفات البنية التحتية، التعليم، الصحة، والخدمات الجماهيرية، واضعًا نصب عينيه هدفًا واحدًا: تحسين حياة المواطنين. في هذا الحوار، يكشف النائب تفاصيل مشروعاته، التحديات التي واجهها، ورؤيته لمستقبل المرج
بداية المشوار
يتحدث النائب عن الدافع وراء ترشحه قائلاً إن المرج ليست مجرد دائرة انتخابية بل بيت وأهل، وهو ما حمّله مسؤولية مضاعفة للعمل من أجل تحسين أوضاعها. يرى أن التغيير يبدأ من الملفات الأكثر إلحاحًا، لذلك كان الصرف الصحي، البنية التحتية، والتعليم على رأس أولوياته.
البنية التحتية والصرف الصحي
من أبرز ما تحقق كان مشروع ردم الرشاحات بمنطقة الحوض الطويل وحوض جلال ومؤسسة الزكاة. يوضح أن تلك المناطق كانت تعاني من كارثة صحية تهدد حياة الأهالي، لكن بفضل الله ثم تضافر الجهود، جرى تنفيذ مشروع ضخم لتغطية الترعة الجبلاوية بتكلفة تجاوزت 375 مليون جنيه. لم يكن الأمر سهلاً، فقد استمر العمل لأيام متواصلة، بجهود ذاتية واستئجار معدات وأوناش وسيارات لنقل المخلفات. اليوم، تحولت المنطقة من مصدر تلوث إلى بيئة أكثر أمانًا وصحية، وهو ما يصفه النائب بأنه أحد أهم إنجازاته في المرج.
البريد والخدمات الجماهيرية
ينتقل النائب للحديث عن مشروعات الخدمات المباشرة للمواطنين، وعلى رأسها تشغيل مكتب بريد مدينة الأندلس لخدمة أصحاب المعاشات، وهو مشروع طال انتظاره من الأهالي. كذلك توسعة وتطوير مكتب بريد كفر أبوصير، الذي تم بفضل تعاون المجتمع المدني وتبرعات جمعية تنمية المجتمع المحلي. هذه المشروعات –بحسب قوله– تسهل حياة المواطنين اليومية وتوفر عليهم مشقة التنقل لمناطق أخرى.
التعليم... رهان المستقبل
في مجال التعليم، يؤكد النائب أن المرج كانت تعاني من نقص حاد في المدارس وكثافة طلابية خانقة. لذلك جاءت خطته لإنشاء 6 مدارس جديدة ومبانٍ إضافية في المرج الشرقية وبركة الحاج والمهاجرين، بتكلفة وصلت إلى 23 مليون جنيه. كما تم افتتاح مدرسة الأندلس الرسمية للغات، وهي صرح تعليمي متكامل يضم 42 فصلًا من مرحلة رياض الأطفال حتى الثانوية، بما يسمح للطلاب باستكمال تعليمهم داخل الدائرة دون الحاجة للانتقال خارجها.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، فقد جرى تشغيل المبنى الإضافي بمدرسة المرج الثانوية بنين، وهو ما ساهم في تخفيف الكثافة داخل الفصول. كذلك أسهم في تحويل أرض كانت تستخدم كمقلب قمامة في كفر الشرفا إلى مدرسة جديدة، ما يعكس قدرته على تحويل التحديات إلى فرص حقيقية للتنمية.
استعادة أراضي الدولة
واحدة من المحطات المهمة في مسيرة النائب كانت استعادة أرض حوض العلوة بالشيخ منصور والزهور، التي تم استغلالها في إنشاء مدرسة الزهور للتعليم الأساسي، لتخدم أهالي الزهور وعزبة النخل الغربية. يعتبر النائب أن استعادة الأراضي العامة لا يقل أهمية عن المشروعات الخدمية، لأنها تضمن أن تبقى موارد الدولة في خدمة المواطن.
مجمع المرج الخدمي
يتوقف النائب عند مشروع مجمع المرج الخدمي الذي أُقيم على أرض "عشش المهاجرين" بعد إزالتها. يقول إنه خاض معركة صعبة مع جهات تنفيذية كانت ترغب في استغلال الأرض كمول تجاري، لكنه أصر –مدعومًا بأدواته الرقابية في البرلمان– على تخصيص الأرض لإقامة خدمات عامة يستفيد منها المواطن. اليوم، المجمع يضم مدارس وخدمات متعددة، ويمثل نقلة نوعية لأهالي المرج.
الدور الرقابي تحت القبة
عن دوره البرلماني، يشير النائب إلى أنه لم يكتف بطرح المشروعات بل استخدم أدواته الرقابية لتقديم طلبات إحاطة لوزارات التخطيط والتعليم والإسكان. يوضح أنه دافع عن حقوق المواطنين، خاصة في قضايا التعليم التجريبي، حين اعترض على تحويل مدرسة الأندلس من تجريبي إلى عام، مؤكدًا أنه يساند أولياء الأمور في الحفاظ على حق أبنائهم في تعليم متميز.
المجتمع المدني شريك أساسي
يشدد النائب على أن نجاح مشروعات المرج لم يكن ليتحقق لولا مشاركة المجتمع المدني والأهالي. فهناك جمعيات أهلية دعمت التوسعات، ورجال دين ساهموا في تهدئة الناس وإقناعهم بجدوى المشروعات. يصف العلاقة مع الأهالي بأنها "شراكة حقيقية" وليست مجرد علاقة نائب بالناخبين.
مبادرات مجتمعية وحزبية
في إطار دوره الحزبي كأمين التدريب والتثقيف بحزب مستقبل وطن بالقاهرة، كان للنائب حضور بارز في المبادرات الاجتماعية. فقد نظم الحزب تحت رعايته معارض "أهلاً بالمدارس" لمستلزمات الدراسة بأسعار مخفضة، ومعرض حلويات المولد النبوي الشريف تحت شعار "معًا ضد الغلاء"، في محاولة للتخفيف عن كاهل الأسر في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
التحديات
يتحدث النائب بصراحة عن التحديات التي واجهها، وعلى رأسها التمويل المحدود والبيروقراطية الحكومية. يضيف أن بعض الجهات كانت ترى أن مصلحة المرج أقل أولوية مقارنة بمناطق أخرى، لكن إصراره على المتابعة اليومية والتواصل المباشر مع الوزارات المعنية ساهم في تذليل العقبات.
الرؤية المستقبلية
وعن خططه القادمة، يؤكد النائب أن المرحلة المقبلة ستشهد التوسع في إنشاء وحدات صحية جديدة لتغطية المناطق المحرومة، إلى جانب تطوير مدارس إضافية، واستكمال شبكة الصرف الصحي في بعض المناطق التي لا تزال بحاجة إلى خدمات.
العلاقة مع الأهالي
النائب يوضح أن التواصل مع المواطنين هو سر نجاحه، حيث يحرص على استقبال الشكاوى بشكل مباشر، سواء في مكتبه أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كما ينظم لقاءات دورية في الشارع وبين الناس، مؤمنًا بأن العمل العام لا ينجح إلا إذا كان مبنيًا على الحوار المستمر مع الأهالي.
كلمة الختام
في نهاية الحوار، يوجه النائب رسالة إلى أهالي المرج قائلاً: "ما تحقق هو ثمرة ثقتكم وصبركم. كل خطوة أُنجزت كانت من أجلكم ولأجلكم، وسأظل أعمل بقدر ما أستطيع لتحويل كل وعد إلى واقع ملموس. المرج تستحق الأفضل، ومعكم سنكمل المشوار".