يحيى الفخراني..الطبيب الذي عالج قلوب الناس بالفن والإبداع

ولد الفنان الكبير يحيى الفخراني في مدينة المنصورة، ودرس في كلية الطب، إلا أن شغفه الحقيقي كان في عالم الفن والمسرح، اكتشف على خشبة الجامعة أن رسالته الحقيقية تكمن في علاج الأرواح عبر التمثيل والكلمة، وليس بالجراحة أو الأدوية، ليبدأ رحلة فنية متميزة جعلته من أبرز رموز الدراما العربية.
أدوار لا تُنسى وحكمة متجسدة على الشاشة
قدّم الفخراني عبر مشواره الفني مجموعة من الأدوار التي تركت بصمة في تاريخ الفن العربي، منها مسلسلات "ليالي الحلمية"، "عباس الأبيض في اليوم الأسود"، "ونوس"، و"نجيب زاهي زركش". هذه الشخصيات لم تكن مجرد تمثيل، بل كانت دروساً في الإنسانية وحوارات عميقة تدعو الجمهور للتأمل واكتشاف الذات.
بصماته في السينما والمسرح: توازن بين الكوميديا والدراما
في عالم السينما، برز الفخراني بأفلام مثل "الكيف" و"خرج ولم يعد"، حيث دمج بين الكوميديا الراقية والدراما العميقة بطريقة فريدة. وعلى خشبة المسرح، أثبت عبقريته في أداء مسرحية "الملك لير"، مؤكدًا أن التمثيل يمكن أن يتحول إلى قصيدة شعرية حية.
رسالة الفن: حب وصدق وإنسانية
يعتبر يحيى الفخراني فنانًا نادرًا يمتلك القدرة على لمس القلوب بهدوء، ونقل الحكمة دون الحاجة للكثير من الكلمات. يظهر في نظراته دفء الأب وعمق الحكيم، مع لمسة طفولة مفعمة بالأمل والإيمان بأن الفن رسالة حب قبل كل شيء.
ثنائي الثقافة: شراكة مع الكاتبة لميس جابر
شكّل الفخراني مع زوجته الكاتبة لميس جابر ثنائيًا ثقافيًا رفيع المستوى، يجمع بين الفكر والوجدان، الكلمة والصورة، ليكونا معًا رمزًا لعصر ذهبي من الإبداع في المشهد الثقافي العربي.
فنان اختار علاج العالم بالحب والفن
يبقى يحيى الفخراني نموذجًا فنيًا وإنسانيًا فريدًا، حيث علّمنا أن العظمة الحقيقية لا تُقاس بالشهرة فقط، بل بالصدق والإنسانية والرسالة التي يحملها الفنان لعالمه.