الموجز اليوم
الموجز اليوم

محمد نبيه..فنان شامل صنع الكوميديا والدراما بهدوء وترك أثرا لا ينسى

المخرج محمد نبيه
المخرج محمد نبيه

تحل ذكرى رحيل المخرج والممثل والمونتير محمد نبيه، أحد الفنانين الشاملين في تاريخ الفن المصري، والذي قدم أعمالا كوميدية ودرامية ناجحة ما زالت حاضرة في وجدان الجمهور، رغم أنه لم ينل الشهرة التي تتناسب مع حجم عطائه الفني.

اشتهر محمد نبيه بتقديم أعمال قريبة من الناس، تمزج بين البساطة والعمق، ونجح في ترك بصمة واضحة من خلال مسلسلات تلفزيونية أصبحت من كلاسيكيات الشاشة، وأفلام سينمائية ذات طابع إنساني مميز.

برز إسم محمد نبيه بقوة في الدراما التلفزيونية، ومن أهم أعماله"عائلة الأستاذ شلش" أحد أشهر الأعمال الكوميدية العائلية، والذي حقق جماهيرية واسعة وارتبط بذاكرة المشاهد المصري.

"فيه حاجة غلط"مسلسل كوميدي اجتماعي ناجح، تناول قضايا الحياة اليومية بروح ساخرة.

"سي عمر وليلى أفندي" يعد من آخر أعماله، واستكمل فيه أسلوبه الهادئ القائم على الكوميديا الإنسانية.

"متاعب المهنة" عمل درامي ناقش مشكلات العمل والحياة المهنية بأسلوب بسيط ومباشر قدمه الفنان فؤادالمهندس.

في السينما، قدم محمد نبيه عددا من الأفلام المهمة، من أبرزها:

"أصعب جواز" قام بتأليفه وإخراجه، ويعد من الأعمال اللافتة في مشواره.

"آدم بدون غطاء"أحد الأفلام المهمة في مسيرة الفنان محمد صبحي.

"أنا وأنت وساعات السفر" من أعذب أفلام الكاتب الكبير وحيد حامد، وتميز بحس إنساني رقيق ومعالجة مختلفة للعلاقات وقام ببطولته الفنانة نيللي والفنان يحيى الفخراني،بالإضافة للعديد من الأعمال.

لم يقتصر عطاء محمد نبيه على الإخراج فقط، بل كان فنانا متعدد المواهب.

كممثل: شارك في أعمال سينمائية مهمة، أبرزها ظهوره في الفيلم العالمي القيمة "المومياء" (1969) للمخرج شادي عبد السلام.

كمونتير: عمل في مونتاج عدد من الأفلام، من بينها فيلم "حكم قراقوش"، وهو ما أكسبه خبرة تقنية انعكست على أسلوبه الإخراجي.

تميز محمد نبيه بكونه فنانا شاملا جمع بين الإخراج، والتأليف ،والتمثيل ،والمونتاج، وهي سمة نادرة منحته فهما عميقا لصناعة العمل الفني من جميع جوانبه، وساعدته على تقديم أعمال متوازنة تعتمد على الأداء الطبيعي والبناء الدرامي الهادئ.

بدأ تركيزه الأساسي على الإخراج منذ أواخر ستينيات القرن الماضي، وبلغ رصيده الفني ما يقرب من 30 عملا ما بين السينما والتلفزيون، وتوقف عن العمل قرابة 10 سنوات قبل رحيله، حتى وافته المنية منذ أربع سنوات عن عمر ناهز 91 عاما.

ورغم هذا التاريخ الطويل والمتنوع، يبقى محمد نبيه من المبدعين الذين لم ينالوا ما يستحقونه من أضواء، إلا أن أعماله ما زالت شاهدة على موهبة حقيقية اختارت أن تعيش في وجدان الجمهور، لا في صخب الشهرة.