السويس ..ملحمة وطنية خالدة فى عيدها القومى

في إطار الاحتفال بالعيد القومي لمحافظة السويس، تناول برنامج "من القاهرة" على قناة النيل للأخبار تقريرًا خاصًا عن تاريخ المدينة الباسلة التي سطّر شعبها وملحمتها واحدة من أنصع صفحات النضال في تاريخ مصر الحديث.

فقد كتب الشعب المصري عبر تاريخه الطويل حروفًا من نور في معارك العزة والكرامة، وتظل معركة السويس خلال حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 واحدة من تلك اللحظات الفارقة التي جسّدت وحدة الشعب والجيش في مواجهة العدوان.

فبعد نكسة 1967 لم يستسلم المصريون، واستطاع الجيش المصري خلال ست سنوات فقط أن يستعيد الأرض والعزة. وكانت السويس، الواقعة على خط النار، في طليعة المدن المستعدة للمقاومة.
وفي الرابع والعشرين من أكتوبر 1973 حاول الاحتلال الإسرائيلي السيطرة على المدينة، بعد قصف مكثّف بالمدفعية والطيران لتحطيم الروح المعنوية للمقاتلين، إلا أن أبناء السويس ومعهم رجال الفرقة 19 مشاة تصدّوا ببسالة، ووقف إلى جانبهم رجال الشرطة والسلطة المدنية، ليحققوا نصرًا مجيدًا خلّد اسم السويس في سجل البطولة.

سقطت دبابات العدو المدمّرة في شوارع المدينة شاهدةً على فشل قوات الاحتلال في اقتحامها، واضطرت إسرائيل إلى الانسحاب تحت وطأة المقاومة الشعبية العنيفة. ومن هنا أصبح يوم 24 أكتوبر عيدًا قوميًّا لمحافظة السويس ورمزًا خالدًا لتضحيات أبنائها.

السويس.. مدينة التاريخ والصناعة

تحمل محافظة السويس شعار الترس رمزًا للصناعة، تتوسطه شعلة البترول الحمراء على أرضية زرقاء داكنة، في إشارة إلى مكانتها الصناعية ودورها البترولي الرائد.
وعُرفت السويس قديمًا باسم "قلزم"، واتخذها المصريون القدماء قاعدة لتأمين مناجم سيناء، ومنها خرجت الحملات ضد الصليبيين، بينما ازدادت أهميتها في عهد محمد علي مع توسّع مصر في السودان.

وترتبط المحافظة ارتباطًا وثيقًا بـ قناة السويس، هذا الشريان الحيوي الذي يربط البحرين الأحمر والمتوسط، وجعلها محورًا استراتيجيًا واقتصاديًا على مر العصور.

ومن أبرز مواقعها الأثرية تل الشلوفة ومنطقة آثار جنيفة التي تضم بقايا قناة سيزوستريس التي حفرها الملك سنوسرت الثالث، كما يبرز مسجد عبد الله الغريب كأحد أشهر معالم المدينة، حيث يرتبط اسمه بالمجاهد الذي تصدّى للقرامطة دفاعًا عن طريق الحجاج.

أما من الناحية السياحية، فتتميّز السويس بجبل عتاقة الممتد حتى البحر الأحمر، والذي يعد من أبرز المعالم الطبيعية التي تمنح المدينة طابعًا فريدًا، إلى جانب متحف السويس القومي الذي يُعد منارة ثقافية وتاريخية، يعرض آثار المدينة منذ عصور ما قبل التاريخ حتى العصر الحديث، بعد إعادة بنائه عقب تدمير المتحف القديم خلال نكسة 1967.

رسالة للأجيال

سيبقى انتصار أبناء السويس شاهدًا على روح المقاومة والإصرار التي يتميز بها الشعب المصري، ودافعًا للأجيال الجديدة لاستلهام دروس التضحية والولاء من آبائهم وأجدادهم الذين لم يبخلوا بأرواحهم من أجل الوطن.

وقد شارك في إعداد هذا التقرير فريق متميز من قناة النيل للأخبار، برئاسة أسامة راضي رئيس القناة، وعلي عبد الصادق مدير البرامج، وأعدّته سمر صلاح، وعلّقت عليه شيرين الشافعي، بينما قام بالمونتاج عطية أحمد.