جوجل كروم يواجه منافسة جديدة من المتصفحات الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي
على مدار عقد كامل، حافظ جوجل كروم على عرشه كالمتصفح الأكثر استخدامًا حول العالم، متفوقًا على منافسين كبار مثل مايكروسوفت إيدج وأوبرا، رغم الاتهامات المتكررة بالاحتكار.
لكن الهيمنة التقليدية بدأت تتعرض لاختبار حقيقي مع الثورة التي أحدثها الذكاء الاصطناعي التوليدي، لتدخل السوق مرحلة جديدة من المنافسة بقيادة متصفحات ذكية مثل ChatGPT Atlas من OpenAI وPerplexity Comet من Perplexity.
ChatGPT Atlas: المتصفح الذي "ينفذ" بدلاً من البحث فقط
أطلقت OpenAI متصفحها الجديد أطلس (Atlas) لنظام macOS، مصممًا ليكون وكيلًا شخصيًا قادرًا على تنفيذ المهام المعقدة عبر ميزة وضع الوكيل المتاحة للمشتركين المدفوعين.
يستطيع أطلس فتح الصفحات، النقر على الأزرار، وملء النماذج تلقائيًا، بالإضافة إلى شريط جانبي يقدم ملخصات فورية للمحتوى، مساعدات في الكتابة، ودعمًا مباشرًا داخل تطبيقات الويب.
رغم إمكاناته الإنتاجية الكبيرة، يثير أطلس جدلًا حول الخصوصية، نظرًا لاعتماده على نظام "ذكريات المتصفح" الذي يحتفظ بكل ما يقوم به المستخدم، ما قد يشكل تحديًا أمنيًا في التعامل مع حجم البيانات الضخمة.
يؤكد أنصار OpenAI أن أطلس يمثل قفزة في الإنتاجية الشخصية، موجهًا للمستخدمين الباحثين عن السرعة والراحة مقابل التنازل النسبي عن بعض الخصوصية.
Perplexity Comet: الباحث الذكي الذي يحول المعلومات إلى معرفة
في المقابل، يقدم Perplexity Comet تجربة مختلفة، مركّزًا على تحليل المعلومات وفهمها بدلًا من تنفيذ المهام. يجمع المتصفح البيانات من مصادر متعددة ويقدم إجابات موثقة بالمراجع، ما يجعله مثالياً للطلاب، الباحثين، والمحللين.
من أبرز ميزاته مساحة العمل (Workspace) التي تتيح للمستخدم تنظيم علامات التبويب لمشروع معين وطرح أسئلة تحليلية شاملة، بينما تحتفظ "ذاكرة النوايا الدائمة" بأهداف المستخدم لتسهيل استكمال المشاريع دون فقدان السياق.
يرى الخبراء أن Comet يتفوق في دقة البحث وسرعة الاستيعاب، وتحويل الكم الهائل من المعلومات إلى معرفة قابلة للاستخدام، بينما يركز أطلس على تنفيذ المهام نيابة عن المستخدم.
منافسة جديدة على الإنترنت
أكد أرافيند سرينيفاس، رئيس شركة Perplexity، أن "الإنترنت أهم من أن يُترك في أيدي Google"، وهو تصريح يعكس روح المنافسة الجديدة بين جوجل والمتصفحات الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي قد تعيد تعريف تجربة المستخدم على شبكة الإنترنت.

