مشروع مشترك جديد ينقذ «تيك توك» في أمريكا ويعيد رسم علاقة «بايت دانس» بالسوق الأمريكي

أعلنت شركة «بايت دانس» الصينية، المالكة لتطبيق «تيك توك»، عن توقيع اتفاقيات ملزمة مع ثلاثة مستثمرين رئيسيين لتأسيس مشروع مشترك جديد يتولى تشغيل التطبيق داخل الولايات المتحدة. وتأتي هذه الخطوة في إطار مساعٍ حثيثة لتجنب حظر التطبيق من قبل الحكومة الأمريكية، في ظل المخاوف المتكررة المتعلقة بالأمن القومي وحماية بيانات المستخدمين.

أهمية الصفقة لتطبيق واسع الانتشار

تمثل هذه الصفقة إنجازًا كبيرًا لتطبيق «تيك توك»، الذي يستخدمه أكثر من 170 مليون شخص في الولايات المتحدة بشكل منتظم. ويعد التطبيق أحد أبرز منصات الفيديو القصير عالميًا، وقد واجه ضغوطًا سياسية وقانونية منذ عام 2020، عندما حاول الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حظره لأول مرة، وهي محاولة لم تُكلل بالنجاح في ذلك الوقت.

توافق مع القوانين الأمريكية الجديدة

وتتوافق تفاصيل الاتفاق مع ما كُشف عنه في سبتمبر الماضي، حين تم تأجيل تطبيق قانون أمريكي ينص على حظر «تيك توك» ما لم يتم بيع أصوله الأمريكية. وأوضح ترامب آنذاك أن الصفقة تستوفي شروط التخارج المنصوص عليها في قانون صدر عام 2024، ويهدف إلى فصل عمليات «تيك توك» في الولايات المتحدة عن المنصة العالمية.

هيكل الملكية في الكيان الجديد

وبموجب الاتفاقيات الموقعة، سيحصل مستثمرون أمريكيون وعالميون على حصة تبلغ 80.1% من المشروع المشترك الجديد، بينما ستحتفظ شركة «بايت دانس» بحصة 19.9% بعد إتمام عملية التخارج. ويعكس هذا التوزيع رغبة الجانب الأمريكي في تعزيز السيطرة المحلية على عمليات التطبيق داخل البلاد.

دور الكيان المستقل في حماية البيانات

وقال شو زي تشو، الرئيس التنفيذي لتطبيق «تيك توك»، إن المشروع المشترك سيعمل ككيان مستقل يتمتع بصلاحيات كاملة للإشراف على حماية بيانات المستخدمين في الولايات المتحدة، وأمن الخوارزميات، ومراقبة المحتوى، إضافة إلى ضمان جودة البرمجيات. وأكد أن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز الثقة والشفافية مع الجهات التنظيمية الأمريكية.

استمرار التنسيق مع المنصة العالمية

وعلى الرغم من متطلبات التخارج، أوضح تشو أن كيانات «تيك توك» العالمية ستستمر في إدارة بعض الجوانب التشغيلية، مثل قابلية التشغيل البيني للمنتجات على مستوى العالم، إلى جانب أنشطة تجارية تشمل التجارة الإلكترونية والإعلان والتسويق.

المستثمرون والشركاء الرئيسيون

وكشفت مذكرة داخلية للموظفين أن الاتفاقيات شملت ثلاثة مستثمرين رئيسيين هم: «أوراكل»، و«سيلفر ليك»، و«إم.جي.إكس»، حيث ستبلغ حصتهم المجمعة 45% من الكيان الجديد الذي سيحمل اسم «TikTok U.S.D.S Joint Venture LLC». ومن المقرر إتمام الصفقة رسميًا في 22 يناير المقبل.

خاتمة مرحلة طويلة من الجدل

ومن المنتظر أن تمثل هذه الصفقة نهاية لسنوات من الجدل والضغوط السياسية لإجبار «بايت دانس» على التخارج من السوق الأمريكي. ويُذكر أن ترامب أشار في وقت سابق إلى الدور الكبير لـ«تيك توك» في الوصول إلى شريحة واسعة من الناخبين، حيث يتابعه ملايين المستخدمين، ما يعكس التأثير المتزايد للتطبيق في المشهدين الإعلامي والسياسي داخل الولايات المتحدة.