موجة إنفلونزا قوية تهز بريطانيا وتضع القطاع الصحي أمام اختبار صعب
تواجه بريطانيا في الفترة الحالية تصاعداً ملحوظاً في حالات الإصابة بالإنفلونزا، في موجة وصفتها هيئة الخدمات الصحية الوطنية بأنها من بين الأشد خلال السنوات الأخيرة. هذا التفشي يأتي في وقت حساس يشهد فيه النظام الصحي ضغوطاً متراكمة، ما يزيد من القلق بشأن قدرة المستشفيات على الاستجابة للطلب المتزايد على الرعاية الطبية، خصوصاً مع دخول فصل الشتاء.
وأكدت هيئة الخدمات الصحية الوطنية أن أعداد المرضى الذين يحتاجون إلى دخول المستشفيات بسبب مضاعفات الإنفلونزا ارتفعت بوتيرة أسرع من المعتاد، الأمر الذي أدى إلى إشغال عدد كبير من الأسرة، خاصة في أقسام الطوارئ والعناية المركزة. كما أشارت إلى أن الفئات الأكثر عرضة للخطر تشمل كبار السن، والأطفال، والمصابين بأمراض مزمنة، محذرة من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى تداعيات صحية أوسع.
مستشفيات تحت ضغط غير مسبوق
وأوضحت الهيئة أن العديد من المستشفيات تعمل حالياً بالقرب من أقصى طاقتها التشغيلية، ما دفع الإدارات الطبية إلى تأجيل بعض العمليات غير العاجلة لإتاحة المجال أمام الحالات الطارئة. كما نبهت إلى أن الضغط المتواصل قد يؤثر على جودة الخدمات الصحية المقدمة للمرضى إذا استمر لفترة طويلة.
تحذيرات حكومية من مرحلة حرجة
من جانبه، قال وزير الصحة البريطاني ويس ستريتينغ إن هيئة الخدمات الصحية الوطنية تمر بمرحلة "بالغة الخطورة"، مشيراً إلى أن التحديات الراهنة لم تشهدها البلاد منذ جائحة كوفيد-19. وأكد أن الحفاظ على استمرارية الخدمات الصحية يعد أولوية قصوى في ظل هذه الظروف الاستثنائية.
إضراب الأطباء يزيد القلق
وفي موازاة الأزمة الصحية، يستعد الأطباء المقيمون لتنفيذ إضراب يستمر خمسة أيام، ما يثير مخاوف إضافية بشأن قدرة النظام الصحي على التعامل مع الأعداد المتزايدة من المرضى. ودعا وزير الصحة الأطباء إلى إعادة النظر في قرارهم وتأجيل الإضراب، مؤكداً أن الحكومة منفتحة على الحوار لتجنب أي تصعيد.
دعوات للوقاية والالتزام الصحي
وفي ظل القلق الشعبي المتزايد، جددت السلطات الصحية دعوتها للمواطنين إلى الالتزام بالتطعيمات الموسمية والإجراءات الوقائية، مؤكدة أن التعاون المجتمعي يمثل عاملاً أساسياً في الحد من انتشار المرض وتخفيف الضغط عن المستشفيات خلال الأسابيع المقبلة.













