سميحة المانسترلى : الكاتب أحمد عبد الرازق أبو العلا..صاحب قضية
أكدت الكاتبة والباحثة الثقافية سميحة المناسترلي، أن الكاتب والناقد الأدبي والمسرحي أحمد عبد الرازق أبو العلا، من الشخصيات المهمومة بالقضايا والإشكاليات المسرحية والإبداعية، ويحرص على عرضها وطرح اقتراحات وحلول عملية وواقعية لها، فهو دائما وأبدا صاحب قضية، هائما في فضاء الساحة الأدبية والمسرحية بل الثقافية ككل، ويشعرنا دائما بالتقصير في حق قضايانا الثقافية وبأهمية دور الكاتب والمفكر المثقف الحقيقي في خلق المناخ المتكامل المفترض للإرتقاء بثقافتنا والحفاظ على الهوية المصرية الأصيلة .
جاء ذلك خلال ندوة حفل توقيع ناجحة ومناقشة كتاب "البحث عن طريق جديد للمسرح الشعبى فى مصر" اليوم الخميس بالمركز الدولى للكتاب التابع للهيئة المصرية العامة للكتاب، وناقش الكتاب المخرج الكبير عصام السيد، والأستاذ الدكتور محمد زعيمة الناقد المسرحي وأستاذ الدراما والنقد بأكاديمية الفنون، وأدارها الكاتب عماد مطاوع، وبحضور عدد كبير من الكتاب والنقاد والصحفيين والمهتمين بالشأن الثقافي .
وأشارت الكاتبة سميحة المناسترلي، إلى أن الكاتب حرص في هذا الإصدار على اصطحاب القارئ في رحلة عبر التاريخ منذ قرون مضت، موضحا فيها نشأة المسرح الشعبي من خلال أقوال واسشهادات قيمة موثقة، إسترجاعاً لقيمة المسرح الشعبي، من منطلق أحقية الجمهور بالتمتع بما يتضمنه من عناصر متفردة، تتميز بها ثقافتنا الشعبية من ثراء مظاهره المتنوعة مثل السير الشعبية والفرجة والمحبظاتية والأشعار وصندوق الدنيا والأراجوز وخيال الظل وألعاب الموالد، وغير ذلك مما يمثل ثقافة البيئة الشعبية المصرية الواقعية .
وأضافت المناسترلي أن هذه البيئة التى أوضح الكاتب ما عانت منه من مراحل ازدراء، من قٍبَل طبقة المثقفين والنخب بمصر، مستشهدا لمواقف متعددة، منها موقف " على مبارك" و "المنفلوطي" وغيرهما الرافضان لهذا الفن، بذريعة أن هذا الفن يقوم به فرق ومجاميع دون المستوى، فهم يستخدمون ألفاظا غير لائقة، يتخللها أحيانا كلمات إباحية، بل يرتدون المهلهل ونسائهم شبه عرايا، بينما لم ينتبهوا الى ما يحمله ويتضمنه هذا الفن من حكم وأمثال شعبية وحكي سردي مبدع، وغير ذلك مما يجب الحفاظ عليه، وتطويره بما يتناسب مع المسرح، ومن هنا ولد العداء أو خلقت الذريعة التى حجمت تطور الحفاظ على هذا الفن، وهكذا كان نصيب كل من حاول إحياءه وتطويره مثل الرائد "يعقوب صنوع" .
وتابعت : كما أوضح الكاتب نظرة الكاتب الراحل "د. على الراعي" وهي أن المسرح الشعبي لا يعتمد على الإبهار بقدر إعتماده على عنصر "الرمزية "، بينما أطلق "توفيق الحكيم " على المسرح الشعبي "المسرح المغاير" حيث أن هذا النوع من الكتابة لم تكن ملامحه تحددت أو تشكلت فعليا، وقد أكد على أن المفردات الشعبية قادرة – لو استخدمت جيدا- على أن تجعل المسرح للشعب على حد قوله، ومن خلال رحلته أيضا ذكر أراء ودور كل من د. يوسف إدريس والكاتب أبو العلا السلاموني وشوقي عبد الحكيم وألفريد فرج ويسري الجندي وعبد الغني داود والناقد الدكتور حسن عطية الذي ذكر أن "الشعبي" صفة من كلمة الشعب وهذا المصطلح الذى يُعنىً به الشعب بمعنى أنه يسري على الأمة بأكملها .








