الموجز اليوم
الموجز اليوم

وجدى وزيرى يكتب: حب الوطن فرض وواجب فى زمن التحديات والصراعات الخارجية

في زمنٍ تتشابك فيه الخيوط، وتتعالى فيه أصوات الفتن من الخارج قبل الداخل، يبقى حب الوطن هو الحصن المنيع، والسلاح الأقوى، والدرع الذي لا يصدأ.

لا نبالغ حين نقول إن الوقوف خلف الوطن اليوم لم يعد مجرد شعور رومانسي أو شعار يُرفع في المناسبات، بل هو واجب وطني وأخلاقي وديني في ظل ما تواجهه مصر والمنطقة من صراعات ومؤامرات وحملات تشويه وتشكيك.
لقد علمتنا الأيام أن الأوطان لا تُبنى بالكلمات، ولا تُحمى بالشعارات، وإنما تُصان برجالها، بمواقف أبنائها، وبقدرتهم على أن يتجاوزوا الخلافات الشخصية من أجل المصلحة العامة، وأن يلتفوا حول الدولة ومؤسساتها وقت الأزمات لا أن يطعنوا في ظهرها وهم يظنون أنهم يصنعون مجداً فردياً أو بطولة زائفة.
إنّ ما نشهده من صراعات إقليمية، ومن تحريض خارجي معلن ومُموَّل، ومن محاولات لتزييف وعي الشعوب العربية عبر الإعلام الموجه ومواقع التواصل الاجتماعي، يؤكد أن الوطن مستهدف.

مصر مستهدفة ليس فقط بأمنها، بل في هويتها، في وحدتها، في استقرارها، وهناك من يتربص بها ليصنع من أي أزمة باباً للانقسام، ومن أي قرار فتنة، ومن أي إختلاف معركة.
ولكن ما لا يفهمه أعداء الوطن، أن مصر ليست دولة فقط، بل حضارة ضاربة في الجذور، وأن شعبها ليس رقماً في معادلات السياسة، بل وعيٌ متجذر، وصبرٌ لا ينفد، وحبٌ للوطن لا يساوم عليه.
فلنُدرك جميعاً أن الالتفاف حول الوطن في هذه المرحلة ليس اصطفافاً سياسياً، بل ضرورة وجودية. ومن أراد الإصلاح فليُقدّمه من داخل أسوار الوطن، لا من منصات الشتات التي تسعى لهدم البيت على من فيه. ومن أراد الحديث عن الأخطاء، فليكن صوته نابعاً من قلب الوطن، لا من جيوب الحاقدين.
لقد أثبت المصريون، في كل موقف صعب، أنهم أبناء وطن لا يُقهر.. خرجوا في 30 يونيو، وواجهوا الإرهاب، وتحملوا تبعات الإصلاح الاقتصادي، ويستمرون اليوم في بناء وطنهم رغم التحديات، واليوم، نحتاج جميعاً إلى أن نُجدد هذا العهد، وأن نزرع في نفوس أبنائنا أن حب الوطن ليس قصيدة تُلقى، بل فعل يُترجم في كل موقع عمل، وفي كل موقف صدق، وفي كل وقفة شرف.
إن الوطن يمر باختبارٍ جديد، اختبار وعي، واختبار إرادة، واختبار حب. فهل سنكون على قدر هذا التحدي؟ الإجابة ليست في الكلمات، بل في المواقف.
حفظ الله مصر شعب وشرطة وجيش حفظ الله الوطن