الموجز اليوم
الموجز اليوم
فعاليات اليوم الثالث من الدورة الثامنة لمهرجان القاهرة الدولي للمونودراما..غدا السبت حمدية عبد الغنى تكتب: أكتوبر..بين وهج النصر وصمت الحاضر! فيضان يضرب أراضي ”طرح النهر” بأشمون فى المنوفية مكتبة مصر العامة تنظم ندوة ”سيناء..أرض تقهر الأعداء ” احتفالا بذكرى إنتصارات أكتوبر الخبير الاقتصادي عبد الرحمن دياب: خفض الفائدة خطوة استراتيجية لدعم الاستثمار وتحفيز الاقتصاد إنطلاقة قوية لمهرجان الإسكندرية السينمائي فى الدورة 41 مواهب الأوبرا تغنى للوطن فى ذكرى إنتصارات أكتوبر بدمنهور إحتفالية ضخمة للأوبرا فى ذكرى إنتصارات أكتوبر ”تأثير التكنولوجيا على حياة أطفالنا ” محور عروض اليوم الأول من ”القاهرة للعرائس ” النائب إيهـاب زكريا يناقش أطروحة دكتوراه حول تطوير المدن التراثية إلى مدن إبداعية مازن الغرباوي يُمثل مصر في مهرجان HIGH FEST الدولي للفنون الأدائية بيريفان - أرمينيا ”استنساخ” يفتتح أولى فعاليات مهرجان الإسكندرية.. وسامح حسين: تمردت على الكوميديا

حمدية عبد الغنى تكتب: أكتوبر..بين وهج النصر وصمت الحاضر!

أجد سعادة بالغة تغمر نفسي مع قدوم شهر أكتوبر، ليس لأنه يصادف يوم مولدى فحسب، بل لأنه الشهر الذي ارتبط بانتصار مصر، بعودة الكرامة ،واسترداد الأرض.

إنه شهر يحمل في طياته روحا خاصة وذاكرة لا تنطفئ، حيث تجمعت الإرادة وتوحدت القلوب، وأصبح الوطن حاضرا في كل تفاصيل الحياة.

كان الفن في تلك الحقبة وطنا آخر، يوازي في تأثيره وقع البندقية.. لم يكن مجرد ألحان تسمع، بل كان أصواتا تحمل رسائل، تشعل العزيمة وتغذى الإنتماء.

كان صوت عبد الحليم حافظ في "عاش اللي قال" بمثابة نداء للجماهير، وكانت شادية في "يا حبيبتى يا مصر" دمعة على الخد ودعاء في القلب، وكانت الأغنية الوطنية وقتها مدرسة تربية وجدانية، تسهم في تشكيل وعى الأمة وصناعة الأمل.

قصور الثقافة آنذاك لم تكن مباني صامتة، بل كانت قلاعا حقيقية للوعي في قراها ومدنها، اجتمع الناس حول المسرحيات والكتب والندوات، وعلى خشباتها وقف يوسف إدريس ،وسعد الدين وهبة وغيرهما، يحكون حكايات الشعب، ويغرسون في النفوس قيم الإنتماء.

أما الإعلام الوطنى، فكان صادقا، يقترب من الأذن والقلب من إذاعة "صوت العرب" التي جمعت العرب على كلمة واحدة ، إلى نشرة الأخبار التى تنقل صورة الجندى المقاتل على الجبهة ، كان الإعلام وقتها جزء حقيقى من المعركة، لا مرآة للفراغ.

ولم تتأخر السينما والدراما عن حمل الرسالة، فأفلام مثل "الرصاصة لا تزال في جيبي" و"الوفاء العظيم"وغيرها من الأفلام التى سجلت الانتصار العظيم لم تكن مجرد ترفيه، بل كانت شهادات وجدانية تحفظ للأجيال معنى التضحية ومعنى الانتصار.

أما اليوم، ونحن في الذكرى 52، فأشعر أن الصورة قد تبدلت! الأغنية انزلقت إلى إبتذال لا يحمل وجدانا، وقصور الثقافة التي كانت تصنع الوعى صارت أبوابها مغلقة أو أنشطة موسمية باهتة.. المسرح الذي كان يضيء القلوب خفت نوره، والدراما إنشغلت بالتفاهة، أما الإعلام، الذى كان يوما ما لسان الأمة، فقد صار في أحيان كثيرة صدى لصخب بلا روح.

إن الحنين الذي يملأنى ليس فقط إلى يوم النصر، بل إلى روح ذلك الزمن التي أحاطت بالمجتمع كله: روح جعلت من الأغنية والكتاب والمسرح والإذاعة أسلحة في معركة الوعى.

واليوم، ونحن نواجه تحديات لا تقل خطرا عن الأمس نسأل: هل يمكن أن نستعيد تلك الروح؟

ما أحوجنا الآن إلى فن صادق يعبر عن القلب لا عن السوق، إلى إعلام يصدق لا يلهو، إلى ثقافة تبني ولا تضلل.

فالنصر العسكري بلا نصر فى معركة الوعى يظل ناقصا، وأكتوبر كان وسيظل شهادة على أن الوعى هو أول الانتصارات وأبقاها.