إيهاب اللبان يكتب: الدبلوماسية المصرية..حضور متوازن فى عالم مضطرب

في عالم يموج بالأزمات والتحديات تظل الدبلوماسية المصرية واحدة من أكثر أدوات الدولة المصرية فاعلية في الحفاظ على مكانتها الإقليمية والدولية.. فمنذ عقود طويلة، ومصر تلعب دوراً محورياً في الشرق الأوسط وإفريقيا، مستفيدة من موقعها الجغرافي الفريد وثقلها التاريخي والسياسي.
تُعد الدبلوماسية المصرية أحد أبرز أدوات الدولة في الحفاظ على مكانتها الإقليمية والدولية، حيث تمتلك مصر تاريخاً طويلاً من الحضور السياسي على الساحة العالمية منذ عهد الفراعنة مروراً بالعصور الإسلامية والحديثة وحتى الدولة المعاصرة. وقد ساهم هذا التاريخ العريق في تشكيل مدرسة دبلوماسية مصرية تقوم على التوازن، والحوار، والإنفتاح على مختلف القوى الدولية، مع الالتزام بالمصالح الوطنية العليا.
وتحرص الدولة دائما على إقامة علاقات متوازنة مع القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة، روسيا، الإتحاد الأوروبي، والصين، بما يخدم قضايا الأمن والتنمية.
ملفات ساخنة
القضية الفلسطينية: ما زالت مصر اللاعب الأبرز في جهود المصالحة الفلسطينية، ووسيطاً أساسياً في التهدئة بين غزة وإسرائيل.
سد النهضة: استخدمت مصر أدواتها الدبلوماسية للحفاظ على حقوقها المائية عبر الحوار واللجوء إلى المنظمات الدولية.
الأزمات الإقليمية: في ليبيا والسودان، كانت القاهرة طرفاً رئيسياً في السعي وراء الاستقرار وحماية أمنها القومي.
القوة الناعمة سلاح مصري قديم
لم تقتصر الدبلوماسية المصرية على السياسة فقط، بل إعتمدت أيضاً على القوة الناعمة، بدءاً من الفنون والسينما، مروراً بالأزهر الشريف كمؤسسة دينية معتدلة، وصولاً إلى الثقافة والتعليم، كل ذلك عزز صورة مصر كدولة مؤثرة ذات صوت مسموع في العالم.
تحديات المستقبل
ورغم نجاحاتها، تواجه الدبلوماسية المصرية تحديات كبيرة، أبرزها تغير خريطة القوى الدولية، وتصاعد الأزمات الاقتصادية، إضافة إلى التدخلات الإقليمية التي تمس الأمن القومي المصري.
إن الدبلوماسية المصرية تمثل ركيزة أساسية من ركائز قوة الدولة، فهي لا تقتصر على إدارة الأزمات فقط، بل تسعى إلى بناء شراكات استراتيجية، وتحقيق الاستقرار الإقليمي، وحماية المصالح الوطنية في عالم سريع التغير، ولذا تبقى مصر لاعباً محورياً في معادلات الشرق الأوسط وإفريقيا، ومقصداً رئيسياً لكل القوى الدولية الباحثة عن الإستقرار والتوازن.