وجدى وزيرى يكتب: السيسى ..فتح بوابة مصر للعالم
من يظن أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أقام حفلاً لافتتاح المتحف المصري، كمن ينظر إلى القمر فيرى ضوءه ولا يدرك أن خلفه شمسًا تضيء العالم بأسره.
فالسيسي لم يصنع حفلاً، بل صنع ملحمة وطنية، ونسج بخيوطها أكبر حملة تسويقية لمصر في تاريخها الحديث، ليقول للعالم: هنا مصر... أرض الحضارة وموطن المجد منذ سبعة آلاف عام.
الرئيس أدرك أن العالم لا يسمع إلا صوت القوة، ولا يرى إلا من يتقن عرض نفسه،فجعل من افتتاح المتحف حدثًا حضاريًا وسياحيًا عالميًا، اجتمعت فيه الكاميرات والعيون من كل أرجاء الأرض.
تصوّر أن منصة مثل تيك توك التي تضم أكثر من مليار ونصف مشترك بثت الحفل مباشرة،
وأن آلاف القنوات الفضائية نقلت الحدث إلى مليارات البشر،
في مشهد لا يُقدّر بثمن، ولا تستطيع أعتى الحملات الدعائية أن تصنع مثله.
لو أن مصر أرادت أن تشتري مثل هذه الدعاية بمالها، لاحتاجت إلى عشرات المليارات من الدولارات،
لكن القيادة الحكيمة حولت افتتاحًا أثريًا إلى حدث عالمي،
تتحدث فيه الأرض عن مجدها، ويتحدث العالم عن مصر.
السيسي لم يُقم حفلاً ليُسلّط الضوء على شخصه،
بل ليُسلّط النور على وطنه، وليُعيد لمصر مكانتها بين الكبار،
يحلم بأن ترتفع أعداد السائحين إلى ثلاثين وربما خمسين مليونًا،
ليكون السياح شريانًا جديدًا يضخ الحياة في جسد الاقتصاد المصري.
وكما قال الحكماء: من أحب وطنه، أكرمه الله في أرضه.
وعلينا نحن، أبناء هذا الوطن، أن نكون على قدر هذا الحلم.
فالسائح الذي يزور بلدك لا يحتاج فقط إلى الأهرام والمتاحف،
بل إلى ابتسامة صادقة، وسلوك راقٍ، وروح مصرية أصيلة.
السياحة ليست عملاً حكوميًا، بل رسالة وطنية يشترك فيها كل مواطن.
فلنحافظ على شوارعنا، ونظافتنا، وآثارنا،ولنجعل من كل زاوية في مصر لوحة تُبهِر الزائر وتشرفنا أمام العالم.
فكما قيل: من صان تراب وطنه، صانه الله بين الأمم.
تحيا مصر… وطن العظمة والأصالة،وتحيا إرادة المصريين الذين لا يعرفون للمجد طريقًا إلا بالعمل والإخلاص.













