إيهاب اللبان يكتب: ”دولة التلاوة ”..منبر عالمى للإبداع القرآني على الشاشة المصرية
في مشهد إيماني راقٍ يجمع بين روحانية القرآن وجمال الأداء، يواصل برنامج «دولة التلاوة» المُذاع على الشاشات المصرية ترسيخ مكانته كأحد أبرز البرامج القرآنية التي تخاطب القلوب قبل الآذان، وتحتفي بعظمة كتاب الله من خلال أصوات شابة ومخضرمة جاءت من مختلف دول العالم، ومن أعمار متعددة، اجتمعوا على هدف واحد: إتقان التلاوة وإجادة الأداء.
تنوع دولي وأعمار مختلفة.. ووحدة في الرسالة
تميّز البرنامج بمشاركة متسابقين يمثلون ثقافات ومدارس قرآنية متعددة، ما أضفى على الحلقات ثراءً فنيًا وتنوعًا في المقامات وأساليب الأداء.
من أصوات الأطفال الندية إلى تلاوات الشباب الراسخة، وصولًا إلى خبرات الناضجين، قدّم المشاركون تلاوات رائعة عكست اجتهادًا عميقًا وتمكنًا ملحوظًا من أحكام التجويد، إلى جانب حضورٍ مؤثرٍ وقدرةٍ على إيصال المعاني بخشوعٍ صادق.
لجنة تحكيم بخبرة راسخة وإرشاد تربوي
وجاء دور لجنة التحكيم محوريًا في رفع مستوى المنافسة، حيث قدّمت تقييمات دقيقة تجمع بين الاحترافية والعدالة، مع إرشادات بنّاءة تُظهر نقاط القوة وتُعالج جوانب التطوير.
لم تقتصر الملاحظات على الجانب الفني فحسب، بل امتدت لتشمل الأداء الصوتي، وضبط المقامات، وحسن الوقف والابتداء، والتفاعل الروحي مع النص القرآني، في إطار تربوي داعم يُحفّز المتسابقين على مزيد من الإتقان.
حضور إعلامي لافت
ولا يكتمل المشهد دون الإشارة إلى الأداء المتميز للإعلامية آية عبد الرحمن، مقدمة البرنامج، التي أضفت بحضورها الهادئ وثقافتها القرآنية ولمستها الإنسانية بُعدًا خاصًا على الحلقات.. فقد نجحت في إدارة الحوار بسلاسة، والتواصل مع المتسابقين باحتراف، وخلق حالة من الطمأنينة والثقة، ما انعكس إيجابًا على أداء المشاركين وتفاعل الجمهور.
الأزهر الشريف.. منارة الإسلام
الأزهر الشريف، صرح إسلامي وحصن الهويه الإسلاميه، يمثل قلعة العلم ومنارة الهداية في العالم الإسلامي، حيث لا يزال يضيء دروب المسلمين بالوسطية والاعتدال، ويحافظ على ثوابت الدين، ويحتضن طلاب العلم من كافة أنحاء العالم ، مجسدًا رسالة الإسلام السمحة عبر أكثر من ألف عام من العطاء المعرفي والروحي..يجمع بين الثوابت الشرعية والانفتاح على مستجدات العصر.
رسالة تتجاوز المنافسة
«دولة التلاوة» ليس مجرد مسابقة، بل منصة تُعيد الاعتبار لفن التلاوة، وتؤكد أن القرآن الكريم جامعٌ للقلوب مهما اختلفت الجنسيات والأعمار.. إنه برنامج يرسّخ قيم الإتقان والإحترام والتعلّم المستمر، ويقدّم نموذجًا إعلاميًا راقيًا يجمع بين الرسالة الدينية والصياغة الفنية، ليظل علامة مضيئة في خريطة البرامج القرآنية في مصر والعالم العربي.



