الموجز اليوم
الموجز اليوم
حضور جماهيري كبير لاحتفالية القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية بذكرى 30 يونيو بمسرح السلام الدكتور محمد عبد الله: الموسيقى علم والنقد لايمارس دون دراسة وتأهيل ريهام فايق..تتألق فى ”سكر ولينج” على مسرح الريحانى ”بحكيلك عن الأيام ” تعاون فنى جديد يجمع بين رامى صبرى وحسام حبيب رئيس البريد المصري تستقبل المدير التنفيذي لبريد كوتديفوار نصف مليون جنيها تعويض لأسرة العندليب عبد الحليم حافظ بسبب ” دقوا الشماسى” البنك التجارى الدولى CIB يجدد بنجاح شهادة ISO 22301: 2019 لنظام إدارة استمرارية الأعمال المتحدث العسكري: توقيع عقود تعاون بين الكلية الفنية العسكرية وشركتى الشرق الأوسط لخدمات تكنولوجيا المعلومات وإى فاينانس للخدمات المالية جميلة عوض..تنضم لأبطال فيلم ” حين يكتب الحب” بيومى فؤاد..ضيف سابع حلقات برنامج ”فضفضت أوى ” على Watch it غدا أحمد خالد صالح..عن مشاركته فى ”فلاش باك” : الحكاية صادمة مصطفى كامل..يعلن دعمه الكامل ل”شيرين” ويكشف عن تكريمها قريبا فى نقابة الموسيقيين

الكاتب الصحفي إبراهيم العجمي يكتب:لماذا يرتبط أبناء الطائفة الإسماعيلية بأسوان؟

شاهدت مصر والمتابعون من مختلف دول العالم مراسم دفن الأمير كريم الحسيني، آغاخان الرابع، لمثواه الأخير بمقابر العائلة غرب النيل بمدينة أسوان، عن عمر يناهز 88 عامًا. وهنا أثيرت العديد من التساؤلات حول رغبة الأمير، وهو رجل أعمال واسع الثراء ويحمل أكثر من جنسية، بجانب مولده في مدينة جنيف السويسرية، في الدفن بمدينة أسوان بمصر.

في الحقيقة، يعود ارتباط أبناء الطائفة الإسماعيلية، سواء من "المستعلية (البهرة)" أو "النزارية" الذين ينحدر منهم الأمير كريم، إلى القرن الخامس الهجري، عندما أحب الخليفة الظاهر لإعزاز دين الله، وهو الخليفة الفاطمي السابع، جاريته رصد، وهي جارية نوبية ذات عقل وجمال ووالدة الخليفة المستنصر بالله. وقد أصبحت من أشهر سيدات البلاط الفاطمي في مصر وأكثرهن نفوذًا آنذاك، كونها كانت الوصية على ابنها الذي تولى الحكم في سن السابعة من عمره.

في التاريخ الحديث، هناك القصة الشهيرة للآغا خان الثالث، السلطان محمد شاه، المتوفى سنة 1957، وصاحب الضريح المعروف بأسوان. وُلد في كراتشي عام 1877م، وأحب ملكة جمال فرنسا عام 1930م، والتي تزوجها بعد إسلامها، وهي زوجته الرابعة والأخيرة البيجوم أم حبيبة، المدفونة بجواره في نفس الضريح.

بدأت قصة عشق السلطان محمد شاه لأسوان عام 1954، عندما اشتد عليه أثر مرض الروماتيزم وفقد القدرة على الحركة، فأصبح قعيدًا على الكرسي المتحرك. نصحه الأطباء في الخارج بقضاء إجازته الشتوية في مدينة أسوان نظرًا لجوها الدافئ وشمسها الساطعة.

وعندما وصل إلى أسوان وأقام في فندق كتراكت، سأل عن الأطباء المحليين بعدما فقد الأمل في علاج أطباء الخارج، فنصحه أهل النوبة بأسوان بالعلاج الطبيعي من خلال دفن الجسد في الرمال الساخنة لمدة ثلاث ساعات يوميًا. ورغم سخرية الأطباء الأجانب من هذه الطريقة، استمر الآغا خان في اتباعها، وبعد فترة من العلاج، فاجأ المحيطين به عندما عاد إلى الفندق ماشيًا على قدميه. ومنذ ذلك الحين، ارتبط بمدينة أسوان بشدة وأوصى بدفنه فيها.

بُني له ضريحه الشهير في المنطقة التي تلقى فيها العلاج، كما امتلك فيلا شتوية بأسوان، لا تزال موجودة حتى الآن، بتصميم مميز على الطراز الفاطمي من إبداع د. فريد الشافعي، شيخ المعماريين المصريين، الذي صمّم أيضًا معظم معالم مدينة الرياض بالسعودية.

تحوّل ضريح الآغا خان إلى مزار سياحي شهير في مدينة أسوان، يستقبل ملايين الزوار من أبناء الطائفة الإسماعيلية وغيرهم من المهتمين بالفن المعماري الإسلامي الفاطمي. ومع الوقت، انتشرت العديد من البازارات وأكشاك الباعة حول الضريح، حتى اندلع حريق ضخم أدى إلى إغلاق الزيارات واقتصارها على العائلة فقط.

استمرت العائلة بعده في حب مصر وشعبها، خاصة أسوان، حيث شهدت المنطقة نشاطًا لمؤسسة الآغا خان للتنمية ومؤسسة أم حبيبة، اللتين ساهمتا في دعم العديد من المشروعات الحرفية والثقافية وريادة الأعمال. كما أسهمت العائلة في تجميل وترميم العديد من المناطق، مثل حديقة الأزهر، التي تحولت من أكبر بؤرة للقمامة والمخلفات إلى أكبر مساحة خضراء في القاهرة القديمة، بجانب ترميم بعض الآثار الإسلامية في القاهرة وأسوان.

يبقى ارتباط أبناء الطائفة الإسماعيلية بمدينة أسوان متجذرًا عبر التاريخ، منذ العصر الفاطمي وحتى اليوم، حيث أصبحت المدينة رمزًا للعلاج والاستقرار والدفء بجانب المشروعات التنموية لمؤسسات شبكة الأغا خان الخيرية السابق ذكرها.

موضوعات متعلقة