الموجز اليوم
الموجز اليوم
السفير الحبيب النوبي: إفتتاح المتحف المصري الكبير حدثا تاريخيا يعكس إهتمام الدولة بتراثها الحضارى العريق قريبا ..عن المركز القومي للترجمة” تاريخ بنى إسرائيل ” لإرنست رينان فى طبعة عربية جديدة وزارة الشباب والرياضة تكرم نقيب الإعلاميين لدوره البارز في معركة الوعي ودعم الشباب غدا..فرقة المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية تختتم ملتقى القاهرة الدولى للمسرح الجامعى على السامر كريم بوجى ..ضحية مكائد ”غادة عادل فى ”وتر حساس 2” ”قافلة بين سينمائيات” تطلق ورشة الفيلم التسجيلي الإبداعي 2026 سعر الريال القطري مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 30 أكتوبر 2025 البورصة المصرية ترتفع في نهاية تعاملات الخميس 30 أكتوبر 2025 زينة ..تهرب من حفل زفافها وتبدأ رحلة مليئة بالتقلبات فى ”ورد وشيكولاته” استقرار سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الخميس 30 أكتوبر 2025 حجرة السيمفونى تجمع باخ وفيفالدى وموتسارت بالأوبرا استقرار أسعار الأسمنت في مصر اليوم الخميس 30 أكتوبر 2025

مصطفى صلاح يكتب:”حكيم باشا ” إبداع أحمد خالد أمين وتألق محمد الشواف ورؤية تامر مرسى وأداء مصطفى شعبان المبهر

في موسم درامي مليء بالمنافسة، نجح مسلسل "حكيم باشا" في أن يكون حديث الجمهور والنقاد، ليس فقط لأنه عمل درامي مميز، بل لأنه جاء متكامل الأركان من حيث الإخراج، التأليف، الإنتاج، والأداء التمثيلي، مما يجعله واحدًا من أقوى الأعمال التي ستظل في ذاكرة الدراما المصرية لسنوات طويلة.

المخرج أحمد خالد أمين أبدع في تقديم رؤية إخراجية ساحرة، جعلت كل مشهد بمثابة لوحة فنية متكاملة.. تعامل مع الكاميرا بذكاء شديد، حيث استخدم زوايا التصوير والإضاءة ليعكس الصراع الداخلي للشخصيات، مما خلق توازنًا بصريًا مدهشًا بين الواقعية والجمال السينمائي. إدارته للممثلين كانت رائعة، حيث استطاع استخراج أفضل ما لديهم، ليقدم كل ممثل أداءً يتناسب مع حجم شخصيته وتعقيداتها،والتحكم في إيقاع المشاهد، خاصة تلك التي تحتوي على توتر وانفعالات، جعل الجمهور يتفاعل مع الأحداث وكأنه يعيشها لحظة بلحظة، وهذا ما ميز العمل عن غيره.

أما السيناريست محمد الشواف، فقد كتب نصًا غنيًا بالتفاصيل، حيث رسم شخصيات حقيقية من لحم ودم، تحمل صراعاتها الداخلية وتعبر عنها بحوار قوي دون أي افتعال. حبكة المسلسل جاءت متماسكة، تتحرك بإيقاع مدروس، تجعل المشاهد متشوقًا لمعرفة ما سيحدث في المشهد التالي، وهو ما يعكس براعة في الكتابة الدرامية التي توازن بين التشويق والرسائل العميقة. الشخصيات لم تكن نمطية، بل تنبض بالحياة، ولها أبعاد نفسية واجتماعية تجعلها قريبة من الجمهور.

وراء هذا النجاح الكبير، يقف المنتج تامر مرسي الذي راهن على تقديم عمل قوي دون أي تنازلات، ليظهر "حكيم باشا" بمستوى إنتاجي ضخم، من حيث الديكورات، الملابس، والتصوير، مما أضفى على المسلسل طابعًا خاصًا يجعله أشبه بفيلم سينمائي طويل. الإنتاج كان واضحًا في كل تفصيلة، بداية من المواقع المختارة بعناية، إلى جودة التصوير التي نقلت الصورة بأعلى مستوى ممكن، وحتى الموسيقى التصويرية التي لعبت دورًا محوريًا في تعزيز أجواء المسلسل.

وسط هذه العناصر المتقنة، جاء أداء النجم مصطفى شعبان ليكمل الصورة. في دور "حكيم باشا"، قدم أداءً متزنًا ومبهرًا، حيث جسد الشخصية بعمق وتفاصيل جعلتها تبدو وكأنها حقيقية وليست مجرد دور درامي. استطاع مصطفى شعبان أن ينقل مشاعر الشخصية المتضاربة، بين القوة والضعف، الطموح والصراع النفسي، بأسلوب بسيط لكنه شديد التأثير.

بجانب مصطفى شعبان، تألق باقي نجوم العمل، حيث قدمت دينا فؤاد أداءً مميزًا في شخصية معقدة، بينما خطف رياض الخولي الأنظار بحضوره القوي، وأبدعت سلوى خطاب في تقديم شخصية الأم الصعيدية بحرفية شديدة. أما منذر رياحنة فقد أضاف بعدًا خاصًا للشخصية التي قدمها، بأسلوبه القوي في التمثيل، مما جعل المشاهد يشعر بحقيقتها.

الموسيقى التصويرية لعبت دورًا جوهريًا في المسلسل، حيث استطاعت أن تعزز الأجواء الدرامية وتضيف لمسات عاطفية في المشاهد التي تحتاج إلى ذلك، بينما كانت في المشاهد الحماسية توتر الأجواء وترفع الإحساس بالتشويق. اختيار الموسيقى كان موفقًا جدًا، وجعل التجربة البصرية أكثر ثراءً.

التصوير والإخراج الفني جاءا في قمة الإتقان، حيث تم استغلال المواقع الطبيعية، والإضاءة، والتكوينات البصرية لخلق عالم صعيدي واقعي لكنه في الوقت ذاته يحمل لمسات جمالية لا تخطئها العين. كان واضحًا أن هناك عناية خاصة بكل تفاصيل الصورة، مما جعل المشاهد يشعر وكأنه داخل الأحداث وليس مجرد متفرج عليها.

كل هذه العوامل اجتمعت لتجعل "حكيم باشا" تجربة درامية استثنائية، ليست مجرد عمل ترفيهي، بل تحفة فنية تحمل بداخلها مزيجًا من الإثارة، التشويق، والرسائل العميقة. يمكن اعتبار هذا المسلسل واحدًا من أهم الأعمال الدرامية في السنوات الأخيرة، حيث جمع بين القصة القوية، الإخراج المتقن، الإنتاج السخي، والأداء التمثيلي الرائع، ليخلق تجربة مشاهدة فريدة من نوعها، ويعيد للدراما المصرية هيبتها الحقيقية.