الدكتور محمد خليف ..يلقى محاضرة عن الذكاء الاصطناعي ضمن فعاليات مبادرة ” القوة فى شبابنا” بالأعلى للثقافة

تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وبإشراف الدكتور أشرف العزازي، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، ألقى الدكتور محمد خليف، استشاري الابتكار والتحول الرقمي، وعضو مجلس بحوث الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومقرر لجنة الثقافة الرقمية بالمجلس الأعلى للثقافة؛ محاضرة بعنوان "مقدمة في الذكاء الاصطناعي.. ما يجب أن يعرف الشباب".
عرَّف الدكتور محمد خليف التحول الرقمي بأنه استخدام التكنولوجيا في تطوير المؤسسات؛ المدارس، الجامعات، الشركات، وحتى تطوير الأدوات الشخصية للإنسان.
مؤكدًا أن التحول الرقمي يزيد من فرص الكفاءة والتفاعلية وتقليل وقت إنجاز المهام وإخراجها بجودة عالية، والذكاء الاصطناعي إحدى الأدوات والطرق التي تستخدم في خدمة التحول الرقمي، ضاربًا المثل باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في بلوكتشين، أو ما يسمى "سلاسل الثقة"، وهي تكنولوجيا تستخدم في العملات الرقمية (مثل البتكوين)، وفي إنترنت الأشياء، وحتى في الثورة الصناعية الرابعة (التحول الرقمي في الصناعة) العمل على الماكينات وتحويلها إلى ماكينات رقمية، ما يقدم إنتاجية أكبر، إضافةً إلى استخدام الروبوتات، فالروبوت هي إحدى تكنولوجيات التحول الرقمي، فالروبوتات المتجسدة مثلًا ترى وتسمع ما حولها وتتعلم من مظاهر البيئة حولها، بداخلها ذكاء اصطناعي.
وأوضح خليف أن الذكاء الاصطناعي هو قدرة الآلات والبرمجيات على محاكاة القدرات البشرية؛ مثل التفكير والتعلم واتخاذ القرار، مؤكدًا دور الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى الرقمي، سواء الفيديوهات أو القصص المكتوبة، وكل ما قام به أنه أخذ من المعلومات والبيانات المتاحة وقام بتصفيتها وإعادة إنتاجها، فلا بد من تثقيف الذكاء الاصطناعي وتدريبه كي يستطيع إنتاج ما يُطلب منه، فهو مجرد آلة الإنسان من يقوم بتدريبها.
وأشار خليف إلى أن أنواع الذكاء الاصطناعي الأساسية هي: الذكاء الاصطناعي الضيق وهو مخصص لمهام محددة (مثل الترجمة الآلية)، والذكاء الاصطناعي العام ويهدف لمحاكاة الذكاء البشري الكامل، والذكاء الاصطناعي الفائق ويفوق ذكاء الإنسان (مستقبلي أو افتراضي).
وأكد خليف أن الذكاء الاصطناعي الجديد يمكن الاستفادة منه في شتى المجالات، وجميع الناس يمكنها الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، إذن فهو متاح للجميع.
وضرب مثلًا على استخدام الذكاء الاصطناعي بشركة سيمينز، ومقارنة الوضع فيها قبل وبعد استخدام الذكاء الاصطناعي، فقد قلل استخدام الذكاء الاصطناعي الأعطال بنسبة 50%.
كما تحدث خليف عن الذكاء الاصطناعي وفرص العمل بين الزيادة والنقصان، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي مثلما يقضي على بعض الوظائف، فإنه سيفتح الباب لوظائف أخرى جديدة، ومؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي مهم جدا في جميع مناحي الحياة.
وأضاف خليف أن من يملك الذكاء الاصطناعي يملك العالم كله من خلال الاقتصاد، ومن أهم التحديات أمام تطبيق الذكاء الاصطناعي: نقص الكفاءات والقدرات المتمكنة داخل المؤسسة والقادرة على قيادة برامج التحول الرقمي والتغيير داخل المؤسسة.
ومن خلال عدد من إشكاليات الذكاء الاصطناعي طرح خليف عددًا من التساؤلات، ألا وهي:
هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يمتلك وعيًا أو مشاعر حقيقية، أم أنه سيظل مجرد أداة ذكية؟ وهل الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي يهدد الوظائف التقليدية أكثر مما يخلق وظائف جديدة؟ معلنًا أنه قد يقضي على عدد من الوظائف الروتينية في سبيل توفير فرص أخرى جديدة بالتدريب على أدوات الذكاء الاصطناعي والاستفادة منها.
من يجب أن يتحمل المسؤولية القانونية إذا ارتكب الذكاء الاصطناعي خطأ جسيمًا (مثل سيارة ذاتية القيادة تتسبب في حادث)؟ ما يجعل من الضروري سن قوانين تحكم مثل تلك المشكلات.
هل من العدل أن يستخدم الذكاء الاصطناعي في مراقبة الأفراد وجميع بياناتهم لتحسين الخدمات؟ وهل يمكن أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى زيادة الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة؟ مؤكدًا أن الفجوة بالفعل تزداد بين من يملك أدوات الذكاء الاصطناعي ومن لا يملك.
هل الذكاء الاصطناعي المولد للمحتوى (مثل النصوص والصور) يعتبر إبداعا حقيقيا أم مجرد إعادة تركيب للماضي؟ وأوضح أن ذلك يتوقف على من يستخدم الذكاء الاصطناعي ومدى خبرته في الاستفادة من أدواته.
هل يجب فرض قيود صارمة على تطوير الذكاء الاصطناعي خوفًا من مخاطره حتى لو كان ذلك يبطئ الابتكار؟ ونفى ذلك بالتأكيد.
كما طرح عددًا آخر من الأسئلة، مثل:
هل الذكاء الاصطناعي يهدد الهوية الثقافية واللغات المحلية أم يمكن أن يحافظ عليها؟ وهل من الأخلاقي استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب أو القرارات العسكرية؟ وهل يمكن الوثوق بقرارات الذكاء الاصطناعي إذا لم نفهم آلية عمله بالكامل (صندوق أسود)؟
وأوضح خليف أن تلك الأسئلة ليست كلها محسومة الجواب، وإنما بعضها ما زال في طور البحث والتطوير، مؤكدًا أهمية دور الدولة المصرية في مواكبة التطور السريع للذكاء الاصطناعي وأدواته، وكيف يمكننا الاستفادة المثلى من تلك الأدوات.
