الموجز اليوم
الموجز اليوم
وزارة الداخلية تكشف عن ضُبط شبكات الاتجار غير المشروع بالعملات الأجنبية المنظمة الدولية لحقوق الإنسان تنظم مبادرة بعنوان” أنت بطل الحكاية” لدعم النماذج الإيجابية الأردن يعزز جهوده في مكافحة الإرهاب بمشاركة جوية في عملية «عين الصقر» ضد داع ضبط ورشة لتصنيع الألعاب النارية قبل ترويجها بالفيوم صفاء أبو السعود..ناعية سمية الألفي: صديقة عزيزة وراقية قدمت مسيرة فنية خالدة وزارة الداخلية تنفذ حملة موسعة وتنفيذ 60 ألف حكم قضائي متنوع وزارة الداخلية تضبط أكثر من 129 ألف مخالفة مرورية خلال 24 ساعة انطلاق المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة الروسية-الأفريقية بالقاهرة مصر وروسيا تؤكدان على تطوير الشراكة الشاملة خلال لقاء رفيع المستوى مصر وروسيا.. الشراكة الاستراتيجية تتوسع في الاقتصاد والطاقة والاستثمار السيسي يشيد بالمؤتمر الوزاري الثاني للشراكة روسيا – إفريقيا ويعزز التعاون الاقتصادي والسياسي مباحثات مصرية – روسية حول المشاريع الكبرى والشراكة الإفريقية

حرب الرسوم تعيد تشكيل التجارة العالمية: الصين تناور أمام تعريفات ترامب وتحقق فائضًا تاريخيًا

صورة توضيحية أرشيفية
صورة توضيحية أرشيفية

أعادت قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع التعريفات الجمركية على الواردات الصينية إشعال التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، في خطوة بدت وكأنها فصل جديد من مواجهة اقتصادية طويلة الأمد. هذه السياسات لم تقتصر آثارها على العلاقات الثنائية فحسب، بل امتدت لتعيد رسم خريطة التجارة الدولية وسلاسل الإمداد العالمية.

استجابة صينية سريعة ومناورة محسوبة

في مواجهة هذا التصعيد، لم تتجه الصين إلى الانكماش أو التراجع، بل تعاملت مع الضغوط الأمريكية باستراتيجية متعددة المسارات. فمنذ فوز ترامب بالانتخابات وعودته إلى خطاب التعريفات العقابية، سارع المصنعون الصينيون إلى تسريع وتيرة التصدير تحسبًا لقيود قادمة، وهو ما مهد لاحقًا لقدرة بكين على امتصاص الصدمة.

فائض تجاري غير مسبوق

ومع دخول التعريفات الجديدة حيز التنفيذ، أظهرت البيانات أن الصين سجلت فائضًا تجاريًا قياسيًا بلغ نحو تريليون دولار خلال أول 11 شهرًا من العام، في سابقة لم تحققها أي دولة أخرى. هذا الإنجاز عزز موقف الصين التفاوضي، ومنح القيادة الصينية ثقة إضافية في إدارة المواجهة الاقتصادية مع واشنطن، رغم أن التهدئة الأخيرة بين الطرفين لا تزال هشة وبعيدة عن اتفاق نهائي.

تنويع الأسواق بدل الاعتماد على واشنطن

اعتمدت بكين على استراتيجية تنويع الصادرات وتقليص الاعتماد على السوق الأمريكية، عبر التوسع في أوروبا وجنوب شرق آسيا وأفريقيا. وخلال الأشهر الأحد عشر الأولى من عام 2025، ارتفعت صادرات الصين بنسبة 5.7% على أساس سنوي، مع قفزات ملحوظة في الصادرات إلى أفريقيا وجنوب شرق آسيا، مقابل تراجع حاد في الشحنات المتجهة إلى الولايات المتحدة.

القوة الصناعية والوفرة الإنتاجية

يعكس هذا الأداء التفوق الصناعي الصيني الذي رسخته استثمارات ضخمة في قطاع التصنيع على مدى سنوات، خاصة في إطار استراتيجية “صنع في الصين 2025”. غير أن هذه القوة أفرزت وفرة إنتاجية في بعض القطاعات، ما دفع الشركات إلى البحث عن أسواق خارجية جديدة لتصريف منتجاتها، في ظل منافسة سعرية محتدمة داخل السوق المحلي.

تحديات داخلية خلف الأرقام اللامعة

ورغم الأرقام القياسية، لا يخفي هذا النجاح التصديري مشكلات اقتصادية داخلية، أبرزها ضعف الطلب المحلي وتراجع ثقة المستهلكين. كما يعاني قطاع العقارات من تباطؤ مستمر، إلى جانب ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، وهو ما انعكس في نمو محدود للواردات، لم يتجاوز 0.2% خلال الفترة نفسها.

قلق دولي وإجراءات مضادة محتملة

أثار تدفق السلع الصينية منخفضة التكلفة مخاوف عدد من الشركاء التجاريين، حيث أعرب الاتحاد الأوروبي والهند والبرازيل عن قلقهم من إغراق الأسواق. وفرض الاتحاد الأوروبي بالفعل تعريفات مضادة على بعض المنتجات، محذرًا من خطوات إضافية إذا استمرت الفجوات التجارية.

بين الصمود الخارجي والاختبار الداخلي

في المحصلة، نجحت الصين في تحويل التعريفات الأمريكية إلى حافز لإعادة التوجيه والتوسع، محققة فائضًا تاريخيًا. إلا أن الحفاظ على هذا الزخم سيظل مرهونًا بقدرتها على معالجة التحديات الداخلية، وتحقيق توازن دقيق بين الاعتماد على الصادرات وتعزيز الطلب المحلي في السنوات المقبلة.

موضوعات متعلقة