الموجز اليوم
الموجز اليوم
25% زيادة فى صافى أرباح مدينة الإنتاج الإعلامي خلال الربع الثاني من العام المالى 2025 بسبب ترامب.. مساعدات غذائية أمريكية مكدسة تكفى 60 مليون شخص تواجه خطر التلف د. وائل خليفة: عملية الفنان ” حمدي إسماعيل ” من أصعب ما أجريته ..ومنعنا الزيارة 5 أيام حفاظا على حياته نقل الفنان محمد صبحى ..إلى المستشفى بعد تعرضه لوعكة صحية مفاجئة ” بعد الغياب” أول برنامج يناقش قضية الفقد الدكتور مصطفى محمود..يتوج بلقب أفضل دكتور أسنان فى 2025 فى مؤتمر السلام الدولي أميرة فتحى وطارق النهرى..يتألقان فى مؤتمر السلام الدولى ..وتكريم خاص لرموز الفن والإعلام بحضور كوكبة من نجوم المجتمع لارا نصّار: كلماتي تنتظر أصواتاً تُحبّها..واللحن يكتمل حين يصل للناس نسرين طافش..تدخل بأغنية ” روقان” قائمة أفضل 10 أغانى عربية فى أسبوعها الأول لأول مرة..التليفزيون المصري ينقل انتخابات مجلس الشيوخ عبر 90 نافذة على الشاشة وزير الثقافة يترأس الجمعية العمومية للشركة القابضة للاستثمار في المجالات الثقافية والسينمائية مسيرة حاشدة للجبهة الوطنية ببورسعيد للحث على المشاركة بانتخابات الشيوخ

حمدية عبد الغنى تكتب: تيك توك والفن الهابط..وجهان لحرب ناعمة تهدد المجتمع

شهدت الفترة الأخيرة حملات أمنية متصاعدة أسفرت عن القبض على عدد من "التيك توكرز"، بعد تورطهم في نشر محتوى خادش للحياء، أو محرض على العنف والإنحلال، أو متورط في أنشطة مالية مشبوهة تحت غطاء "الهدايا الرقمية" والبث المباشر.
هذه ليست مجرد حالات فردية، بل ظاهرة خطيرة تتسع يوما بعد يوم، وتشكل تهديدا مباشرا للقيم المجتمعية والأسرة والوعي العام.

في خلفية هذه الظاهرة، تبرز حقيقتان مرعبتان:

الأولى، أن منصة تيك توك أصبحت سوقا مفتوحا لمن يبيعون أنفسهم مقابل الشهرة والمال، ولو على حساب الأخلاق والدين والإنتماء.

والثانية، أن الفن والإعلام، في بعض صورهما اليوم، لم يعودا وسيلتين للوعي، بل أدوات ناعمة لهدم القيم وتسطيح العقول.

منصة "تيك توك" لم تعد مجرد تطبيق ترفيهي، بل تحولت إلى بيئة مثالية لصناعة نجوم من لا شيء، ممن يقدمون محتوى تافها ، أو يتعمدون الخروج عن قيم المجتمع، بالصراخ أو الألفاظ البذيئة أو المشاهد المثيرة.
تمنح المنصة الشهرة والمال لمن يصرخ، لا لمن يبدع، لمن يثير الجدل، لا لمن يصنع وعيا ، تتحول أرقام المشاهدات إلى ملايين الجنيهات، تنقل من جيوب المشاهدين إلى صناع العبث، وسط شبهات غسيل أموال وترويج لسلوكيات تهدم المجتمع.

التيك توكرز الجدد أصبحوا قدوة زائفة لجيل بأكمله الرسالة المبطنة التي يتلقاها الشباب واضحة: "إن أردت أن تصبح مشهورا وغنيا، فلا حاجة للتعليم أو الجهد.. فقط أخرج عن القيم، وأصنع جدلا ، وستكافأ."

وهكذا، يهمش النموذج الإيجابي للمجتهد، ويتقدم صاحب المحتوى المبتذل إلى صدارة المشهد، فيعاد تشكيل الوعي الجمعي وفقا لمنظومة مفخخة بالقيم المشوهة.

لكن الخطر لا يقف عند حدود السوشيال ميديا إنما يمتد إلى الفن، تلك القوة الناعمة الأخطر في التاريخ.. ما يحدث اليوم من إنتاجات درامية، وأغانى سوقية، وأفلام تروج للبلطجة والخيانة، هو جزء من مشروع ناعم لتفكيك المجتمع من الداخل.

تقدم الخيانة الزوجية على أنها "حرية شخصية"، وتصور البلطجة على أنها "شهامة"، ويهاجم كل من يتمسك بالقيم على أنه "معقد ورجعي"، بينما يمجد كل من يروج للإنحلال على أنه "جرىء ومختلف".

أين ذهبت الأعمال التي تتحدث عن العلم، والعمل، والبطولة، والتضحية، والإنتماء الحقيقي للوطن؟ لماذا تراجع الفن الذي يبني وعيا وينير طريقا، أمام فن يسعى لإبهار العين وتخدير العقل؟
ما يقدم اليوم في كثير من الإنتاجات الفنية هو جزء من منظومة تفريغ الفن من مضمونه، لصالح التريند، والإثارة، والربح السريع، حتى ولو على أنقاض الهوية المجتمعية.

رسالة إلى صناع القرار: حان وقت المواجهة ما يحدث لم يعد مجرد "تطور طبيعي" في وسائل التعبير، بل أصبح مخططا ينفذ بهدوء، ويدمر بثقة لهذا، لا بد من مواجهة حقيقية، تبدأ بعدة نقاط:

1. إغلاق أو تقنين منصات مثل تيك توك، التي تشكل تهديدا مباشرا للوعي الجمعي.

2. سن قوانين صارمة تجرم المحتوى البذئ والمبتذل، وتحاسب من يروج له.

3. إعادة دعم وتمويل الفن الهادف، وفتح المجال أمام المواهب النظيفة.

4. إطلاق حملات مجتمعية لرفع الوعي بخطورة هذه الأدوات الناعمة المدمرة.

5. إبراز النماذج القدوة والملهمة فى شتى المجالات، والتى بعلمها وعملها حققت قدر من الثراء بشكل شريف بعيداعن نماذج التيك توكرز والثراءالسريع .

إن السكوت على هذه الظواهر لا يعتبر حيادا، بل تواطؤا صامتا مع منظومة الهدم.
نحن لا نحارب الفن، بل نحارب من يشوه الفن ،ولا نرفض التكنولوجيا، بل نرفض أن تستخدم في هدم القيم.
المعركة اليوم ليست سياسية ولا إقتصادية فقط.. بل هي معركة وعي وأخلاق وهوية.
فهل ننتبه قبل فوات الأوان؟