الموجز اليوم
الموجز اليوم
”قبلة الشعوب ” باكورة إنتاج القناة الفضائية المصرية والتليفزيون المصرى دكتوراه في «إعلام القاهرة» عن «تأثير الفجوة بين الأجيال على استهلاك الأخبار» وزير الثقافة يصل مبنى ماسبيرو لإفتتاح إستديو ”نجيب محفوظ ” فعالية علمية تطلق برنامجا دوليا للمنح الدراسية إبراهيم العجمي يكتب: التحول فى السياسة الخارجية بين إيران وباكستان ..من الصراع إلى التحالف العسكرى المسلماني..يستقبل ”هدى نجيب محفوظ ” قبيل إفتتاح إستديو ”نجيب محفوظ” نجوى كرم..تعلن ”حالة طوارئ” فنية وتجدد تعاونها مع ألحان الموسيقار ”طلال” وزير الثقافة يشهد بروفات ” الملك لير” للنجم يحيى الفخراني على المسرح القومي ويعلن إفتتاحه نهاية الشهر الجارى ” ملامحنا” للكينج محمد منير ..تتصدر بصوت لم يخذلنا ويحلق عاليا حمدية عبد الغنى تكتب: تل أبيب تحترق..والشارع المصرى والعربي يبتسم نجاح كبير لمسرحية ” رحلة الياسمينة” الترفيهية التعليمية فى ”جدة” حسين على رضا ..يشارك في إجتماع المنتدى الدولى ”12” للرياضيين بلوزان السويسرية

إبراهيم العجمي يكتب: التحول فى السياسة الخارجية بين إيران وباكستان ..من الصراع إلى التحالف العسكرى

قبل عام واحد فقط، كانت باكستان وإيران تتبادلان القصف عبر الحدود، في تصعيد غير مسبوق بين بلدين تجمعهما حدود طويلة وملفّ معقّد من العلاقات المشحونة تاريخيًا. فقد شنت إيران ضربات داخل مقاطعة بلوشستان الباكستانية، بدعوى استهداف جماعة "جيش العدل" الانفصالية البلوشية السنية، بينما ردت باكستان بغارات جوية داخل مقاطعة سيستان وبلوشستان الإيرانية، مستهدفة مواقع لمتمردين تتهمهم بتهديد أمنها القومي. بدا المشهد وكأن البلدين على وشك الدخول في نفق مظلم من المواجهة المباشرة.

لكن ما جرى مؤخرًا كان أشبه بلحظة يقظة مفاجئة. فقد وجدت باكستان نفسها، أمس، أمام خيار مصيري: إما مواصلة سياسة التصعيد والندية مع إيران، أو إعادة تموضعها الجيوسياسي في ظل تصاعد التهديد الإسرائيلي لإيران والمنطقة.
وبالفعل، اختارت الخيار الثاني. فباكستان – التي كانت تتبادل القصف مع إيران قبل أشهر – أدركت أن سقوط إيران ليس في صالحها، بل قد يكون مقدّمة لانفجار كبير لن يسلم منه أحد. باكستان، بما تملكه من قوة الجغرافيا والتاريخ والديموغرافيا، قرأت المشهد بذكاء: إسرائيل، وليس إيران، هي الخطر الحقيقي على المنطقة.

في لحظة نادرة من الفهم العميق، تجاوزت باكستان حساسيات الماضي، وتخطّت الاستقطاب الطائفي، وتحركت سياسيًا بما يعكس وعيًا بالأولوية الكبرى: مواجهة العدو المشترك. وهذا التجاوز للصراع التاريخي بين السنة والشيعة – الذي ظل لعقود يحكم النظرة المتبادلة بين البلدين – يمثل نقلة نوعية، بل قد يكون حجر الزاوية في بناء مستقبل لتوازن العلاقات في منطقة الشرق الأوسط بأسرها، إذا ما أحسنت بقية الأطراف قراءة النموذج الباكستاني-الإيراني الجديد.

هذا التحول لم يكن مجاملة دبلوماسية، بل ضرورة استراتيجية حتمية. فإيران التي تعاني من ضعف في الدفاعات الجوية، بجانب العقوبات الدولية، تظل ساحة مفتوحة أمام تدخلات أجنبية تهدد الاستقرار الإقليمي برمّته.

ما أدركته باكستان في هذه اللحظة التاريخية، لم تدركه كثير من العواصم العربية بعد. لا تزال بعض الدول العربية حبيسة حسابات ضيقة، تتعامل مع الصراع الإقليمي بمنطق الحياد السلبي أو الصمت المريب، في حين أن النيران تقترب من الجميع. فإسرائيل، إن نجحت في إسقاط إيران، فلن تتوقف عندها، بل ستكمل مشروعها في إعادة رسم خارطة المنطقة، كما تحلم، في دولة تمتد من النيل إلى الفرات.

إن التحول في السياسة الباكستانية تجاه إيران يعكس نضجًا نادرًا في الرؤية، وتقديرًا استباقيًا لحجم التهديد الحقيقي، ويطرح سؤالًا ضروريًا على العرب: متى تدركون أن خلافاتكم البينية ليست هي المعركة؟
أن إيران، بكل ما قد نختلف عليه معها، تظل جدارًا في وجه مشروع أكبر يستهدف الجميع.
اللحظة لا تحتمل التردد، ولا الانتظار، بل تستوجب موقفًا يشبه ما فعلته باكستان تمامًا: وعي، شجاعة، وانحياز ذكي إلى معركة البقاء ضد العدو الإسرائيلي المشترك.